الجمعة، 30 مارس 2012

التحريرات - صفحة خاصة: تعريفها - نشأتها - مدارسها - حكمها - وموقف قراء عصرنا منها


 التحريرات - صفحة خاصة: تعريفها - نشأتها - مدارسها - حكمها - وموقف قراء عصرنا منها

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احببت ان افتح هذا الموضوع من اجل وضع التحريرات للاستفادة ومنها ومناقشة الشيوخ الكرام لبعض التحريرات

ـ تعريف التحريرات :
هذه الكلمة (التحريرات) يقصد بها في أي علم من العلوم ضبط المسائل العلمية ومنه ما ألفه بعض المتأخرين في علم رجال الكتب الستة (تحرير تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر)، أما في علم القراءات فقد وضع القراء لها بعض التعريفات وقد جمع هذه التعريفات الشيخ خالد أبو الجود في تحقيقه لكتاب الروض النضير للإمام المتولي في رسالة الماجستير فيمكن للقارئ الفاضل الرجوع إليها، أما الذي نختاره تعريفاً للتحريرات فهو التقييد بالتدقيق، ولا تعجل علينا بقولك إنه غامض فسأقوم بشرح ما أقصده، ولكننا تعمدنا الاختصار والمشاكلة حتى يسهل حفظ هذه العبارة، ومعنى ذلك هو (الاحتهاد بالبحث والتحري لوضع تقيدات لما أطلقه الإمام ابن الجزري في طيبته من أوجه للقراء وذلك طبقاً للطرق التي أسند منها القراءات) وببساطة فالتحريرات هي منع أوجه للقراءة يفيد ظاهر نظم الطيبة جوازها[1].
وكمثال لذلك : فقد عزا الإمام ابن الجزري لرواية حفص السكت قبل الهمز بخلاف وكذلك عزا له قصر المد المنفصل بخلاف فيفيد إطلاق الطيبة جواز السكت لحفص على قصر المد المنفصل، فيأتي المحررون ليقيدوا جواز السكت على توسط المد المنفصل فقط لأن السكت عن حفص من طريق عبيد بن الصباح انظر النشر جـ1 صـ 423 ولم يرو عبيد بن الصباح عن حفص إلا توسط المد المنفصل أما قصر المنفصل فهو من طريق عمرو بن الصباح انظر النشر جـ 1 صـ 334 ولم يرو عمرو عن حفص السكت.
2 ـ نشأة علم التحريرات :
عندما ألف الإمام ابن الجزري كتابه النشر، ثم نظمه في طيبة النشر أطلق أحكاماً لبعض القراء تحتاج إلى تقييد حتى تطابق ما قرأ به الإمام ابن الجزري وشيوخه، وعليه فإن بدء علم التحريرات كان على يد الإمام ابن الجزري نفسه، وقد أشار إلى ذلك في عدة مواضع صريحاً كقوله "تقدم أنه إذا قرئ بالسكت لابن ذكوان يجوز أن يكون مع المد الطويل ومع التوسط لورود الرواية بذلك. فإن قرئ به لحفص فإنه لا يكون إلا مع المد. ولا يجوز أن يكون مع القصر" [2]، وكقوله "لا يجوز مد شيء لحمزة حيث قرئ به إلا مع السكت إما على لام التعريف فقط أو عليه وعلى المد المنفصل"[3]

كما قد ضمن الإمام ابن الجزري طيبة النشر كذلك بعض التحريرات كقوله:


... لكن بوجه المد والهمز امنعا.

ويتضح مما ذكرنا سابقاً أن قول الشيخ السمنودي إن أول واضع لتحريرات الطيبة هو الشيخ شحاذة اليمني كما ورد في قوله:


وقل حكمه فرض وأول واضع له اليمني المدعو شحاذة في العلا[4]

قول غير دقيق لأنه يرد عليه ما يلي:
1 ـ أنه مخالف للواقع وهو ما ذكرناه سابقا من أن أول واضع لتحريرات الطيبة هو ابن الجزري كما نقلنا عنه سابقا.
2 ـ أنه يرد عليه الإشكالات التالية:
إذا كان أول واضع لتحريرات الطيبة هو الشيخ شحاذة اليمني فكيف كان يقرأ الذين كانوا من قبله، وقد وضعها الشيخ شحاذة بعد زمن ابن الجزري بثلاث طبقات من الشيوخ؟
وإذا أوجبنا هذه التحريرات كما هو ظاهر كلام الشيخ السمنودي في البيت السابق، فكيف أضاع من سبق الشيخ شحاذة هذا الواجب؟
ثم ما هي حدود هذا الواجب؟ وهل سيستمر هذا الواجب في الاتساع؟ بمعنى أنّ ما لم يكن واجبا في وقت الشيخ شحاذة أصبح واجبا بعد ذلك على يد غيره من المحررين؟
وكيف العمل فيما يقع من تطور وتغيير في هذه التحريرات، خاصة على نهج مدرسة الأمام الأزميري[5]؟
فمن المعلوم أن كل المحررين قبل الشيخ السمنودي لا يرون الغنة في اللام والراء لشعبة، ولا يرون السكت قبل الهمز لرويس، وقد قال بذلك الشيخ السمنودي في تحريراته حيث يقول في جواز غنة اللام والراء لشعبة:
ولا غنة عن أزرق قط فاعلمن وعن شعبة تروي ..........[6].
ويقول في جواز السكت لرويس قبل الهمز:
ومن طرق القاضي لنخاسهم على رويس سكوت في سوى المد أرسلا[7].
ونحن على يقين بأن الشيخ شحاذة اليمني لم يقرأ ولم يقرئ بالغنة لشعبة ولا بالسكت لرويس، فما الجواب على هذه الأسئلة كلها؟

مدارس التحريرات :
تلا الإمام ابن الجزري بعض طلابه فتكلموا على تحريرات للطيبة ومن ذلك ما أشار إليه الشيخ (يوسف أفندي زاده) في تحريراته من منع (النويري) بعض الأوجه من الطيبة وذلك في قوله :
ولا يجيء السكت مع الطويل، وإن قال ابن الجزري في نشره بعد ما ذكر السكت من الطرق التي ذكرها: والسكت من هذه الطرق كلها مع التوسط الا من الإرشاد فإنه مع المد الطويل اهـ.
لأنه نظر فيه الإمام النويري حيث قال: وفيه نظر لأنه في الإرشاد أطلق الطول عن الأخفش وفي الكفاية قيده بالحمامي كالجماعة فيحمل إطلاقه على تقييده؛ لأن غيره لم يقل إن الطول من جميع طرق الاخفش وهو لم يصرح فتعين الحمل المذكور، وهو أعني أن صاحب الإرشاد قد جعل السكت للأخفش من طريق العلوي عن الأخفش وليس الطول عنده إلا عن الحمامي عن النقاش عن الأخفش والله أعلم[8] اهـ.
وتبع النويري كذلك من بعده فألفوا تحريرات من باب الجمع بين كلام ابن الجزري في مواضع مختلفة ، فإذا ذكر ابن الجوري مثلاً:
أن حكم مد البدل للأزرق من كتاب الهداية للمهدوي والكافي لابن شريح والتجريد لابن الفحام هو الإشباع[9]، وحكم ذات الياء من هذه الكتب الفتح[10]، ثم ذكر في موضع آخر أن حكم المنون المنصوب نحو "بصيرا" من الهداية هو التفخيم وصلاً لا وقفاً وهو كذلك أحد الوجهين في الكافي والتجريد[11]، يجمع المحررون بين النصين بإيجاب إشباع البدل على وجه تفخيم المنون المنصوب وصلاً لا وقفاً وهكذا.
وقد سار على ذلك النهج أغلب المحررين فكانوا لا يخرجون في الغالب عما ذكره ابن الجزري في النشر، فتحريرات الإمام المنصوري التي تعتبر من أكثر مراجع المحررين لا يشير فيها المنصوري إلى رجوعه إلى الكتب التي أسند منها الإمام ابن الجزري طرقه إلا قليلاً جداً، ولعل ما وقع لي من ذلك أن الإمام المنصوري رجع إلى تجريد ابن الفحام وتيسير الداني والشاطبية فقط، وعلى درب المنصوري سار كثير من المحررين كالميهي والعبيدي والطباخ والخليجي.
ومن باب تقسيم مناهج المحررين نحب أن نطلق على هؤلاء المحررين وكتبهم مدرسة الإمام المنصوري التي تتميز بأن جل اعتمادها في التحريرات على نقل ابن الجزري.
ويختلف عنهم (الأستاذ يوسف أفندي زاده) في تحريراته بالأخذ بما يسميه الأخذ بالعزايم لا بالرخص[12] وترك ما فيه احتمال نحو ما ذكر ابن الجزري أنه قليل أو ليس عليه العمل ونحو ذلك مما أدى إلى أنه أي (يوسف أفندي زاده) قد ترك كثيراً من الأوجه للقراء ورواتهم وطرقهم وإن كانت ظاهرة من الطيبة وذلك مثل:
1- هاء السكت ليعقوب وقفاً في جمع المذكر السالم نحو "العالمين".
2- سكت المد لحمزة سواءً على المد المتصل نحو "في السماء" أو المنفصل نحو "بما أنزل".
4- الإدغام الكبير ليعقوب نحو "فيه هدى".
وهو يعقب على ذلك بأنه يأخذ بالعزيمة ، وإن كان في مجمل ما يأتي به من تحريرات على طريقة المنصوري في الاعتماد على نقل ابن الجزري ، وعدم مراجعة الكتب التي أسند منها ابن الجزري حروف القراءات.
وكذلك تتميز مدرسة الإمام المنصوري بعدم الالتزام بالطرق التي أسندها ابن الجزري تفصيلياً للكتب ، فقد يأخذون بوجه ذكره ابن الجزري في كتاب أسنده إسناداً عامّاً دون أن يذكر طريق أحد الرواة أو القراء منه، فلا مانع لديهم من أخذ حكم لهشام من "كتاب الوجيز للأهوازي" أو من أخذ حكم للأزرق من "كتاب الإقناع لابن باذش"، وذلك اعتماداً على أن ابن الجزري قد أسند هذه الكتب إجمالا في مقدمة كتابه وإن لم يسند طرقاً خاصة منها.
وخالف في هذه المسائل الإمام الأزميري إذ إنه قد أكثر من مراجعة الكتب التي ذكرها ابن الجزري في النشر، ولم يعتمد على نقل ابن الجزري إلا في مواضع قليلة ترك فيها ما وجد في الكتب، ومما يلاحظ أنه يجري الأوجه أحياناً اعتماداً على نقل ابن الجزري وأحياناً على ما وجده في الكتب؛ ولذلك خالفت تحريراته تحريرات السابقين فمنع أوجهاً من الطيبة لم يمنعها من سار على طريقة المنصوري[13] ، فأنشأ بذلك مدرسة أخرى في التحريرات يعتبرها أتباعه أدق من السابقة، ثم جاء من بعده من نحب أن نطلق على مدرستهم [14] مدرسة الإمام الأزميري ، وكان مقدمهم في ذلك الإمام المتولي غير أنه توسع في الاعتماد على ما في الكتب المسندة وترك الاعتماد على نقل ابن الجزري في غالب تحريراته فخالف الأزميري في مسائل عديدة ، وكذلك من جاء بعد المتولي ونهج نهج هذه المدرسة زاد[15] في منع أوجه من الطيبة بالرجوع إلى الكتب وترك الاعتماد على نقل ابن الجزري ، ولعل الشيخ السمنودي هو أكثر من اتبع نهج هذه المدرسة فقد توسع في نظم التحريرات حتى بلغت أكثر من ألف بيت ، خالف في مسائل كثيرة منها من سبقه لكثرة تحريه في الرجوع إلى الكتب المسندة في النشر وترك الاعتماد على نقل ابن الجزري واختياراته، ولعل ما يميز مدرسة أو منهج الإمام الأزميري هو:
1- الإكثار من الرجوع إلى الكتب لأخذ الأحكام وعدم الاعتماد في ذلك على نقل ابن الجزري إلا قليلا.
2- إهمال اختيارات ابن الجزري ـ إن خالفت هذه الاختيارات ـ ما في الكتب نحو الغنة للأزرق، وترك الغنة لشعبة، وترك فتح ذوات الراء للمطوعي من المبهج ونحو ذلك .
3- عدم الاعتماد على الطرق الأدائية التي أسندها ابن الجزري في النشر إذا لم يفصل ابن الجزري ما بها من أحكام ، مع أن الظاهر أن ابن الجزري لم يسندها إلا للاحتجاج بها على ما أورده في كتابه النشر وطيبته، ولتوضيح مسألة عدم الاعتماد على ما في الطرق الأدائية أضرب المثال التالي:
صرح ابن الجزري في النشر أنه قرأ بالغنة في اللام والراء للقراء من طريق أبي معشر والهذلي وغيرهم، ولم يذكر أنه قرأ بذلك من كتبهم بل أطلق العبارة، فيفيد إطلاقه أن ذلك يشمل طرقهم الأدائية كذلك ، ومع أنه أسند للأزرق في طرقه التفصيلية طريقا أدائيا لأبي معشر فلم يكن ذلك كافيا عند مدرسة الأزميري لاعتماد الغنة للأزرق في اللام والراء، بل اعترضوا على ابن الجزري فمنعوا تلك الغنة؛ لأنها ليست مذكورة في الكتب التي أسندها في النشر للأزرق، فيتضح من ذلك عدم اعتبارهم للطرق الأدائية إلا إذا ذكر بعض أحكامها ابن الجزري، وذلك نحو قوله:
فروى جماعة من أهل الأداء السكت عنه من روايتي خلف وخلاد في لام التعريف حيث أتت و(شيء) كيف وقعت أي مرفوعاً أو مجروراً أو منصوباً، وهذا مذهب صاحب الكافي وأبي الحسن طاهر بن غلبون من طريق الداني[16].
4- اضطرابهم في التمسك بهذه الأصول السابقة فأحياناً يوجبونها وأحياناً يتركونها ، فمما يتبين فيه تركهم اعتماد ما في الكتب فقط ما أجازه الأزميري من السكت بين السورتين لإدريس عن خلف العاشر اعتماداً على ابن الجزري، وكما أجاز المتولي مد التعظيم لحفص اعتماداً على ابن الجزري وهكذا .
5- تمسكهم بأخذ الأحكام من الطرق التي أسندها ابن الجزري تفصيلياً في النشر وعدم الاكتفاء بإسناد الكتاب إجمالاً في مقدمة النشر ، فهم لا يأخذون أحكاماً من (الإقناع لابن الباذش) أو الاختيار لسبط الخياط ونحو ذلك لأن ابن الجزري لم يسق منها طرقاً مفصلة في النشر.

حكم هذه التحريرات:
الذي ندين الله تعالى به هو أن هذه التحريرات تنقسم إلى ما يلي:
1 ـ تحريرات لا يليق بعلماء القراءات تركها[17] ؛ لأنها التزام بما ورد عن ابن الجزري صاحب نظم الطيبة، وهي أدق التقييدات لمتن الطيبة؛ إذ إن ابن الجزري يعلم ما قد قرأ به على شيوخه وكذلك ما أقرأ به، وقد كانت تقييداته على نحوين :

أ ـ التقييد الصريح حيث يمنع أوجهاً سواء في نظم الطيبة أو في كتبه الأخرى ؛ كما منع الإدغام الكبير لأبي عمرو على تحقيق الهمز أو على المد[18]. وكما منع إظهار راء الجزم لدوري أبي عمرو على وجه الإدغام الكبير له[19] وهذا يلزم من قرأ بمضمن نظمه؛ لأنه لا يُقرأ من طريقه إلا بما أقرأ به.
ب ـ التقييد غير الصريح وذلك بعزو الأحرف إلى الطرق؛ كعزو فتح الألفات التي بعدها راء مجرورة متطرفة نحو ( النار والأنصار والأبرار ) لطريق الأخفش عن ابن ذكوان، وعزو الإمالة فيها للصوري عن ابن ذكوان، وعزو السكت لحفص قبل الهمز لطريق الأشناني ، وإشباع المد لابن ذكوان لطريق الحمامي وهكذا .
وهذا النوع يتفاوت تفاوتاً كبيراً ؛ فمنه ما هو صريح مثل ما قد سبق ذكره من منع السكت لحفص على قصر المنفصل، ومنه ما فيه إبهام ويأتي ذكره .
ونحب أن نطلق على هذا النوع من التحريرات "التحريرات اليقنية" أو التحريرات النشرية نسبة لصاحب كتاب النشر.
ـ تحريرات ظنية احتمالية، وهي أكثر ما تجده في كتب التحريرات، وأحسن ما يقال فيها إنها اختيارات ممن وضعها، لا تلزم كل من لم يقل بها، ومن أمثلة تلك التحريرات ما وقع الخلاف فيه بسبب إعمال الظن في فهم كلام ابن الجزري المحتمل أو وضع قواعد ظنية للتحريرات نحو قول الأزميري بمنع الغنة للأزرق مع خلاف المنصوري والخليجي له في ذلك، أو قول المتولي بوجوب الغنة على الإدغام الكبير ليعقوب مع خلاف الخليجي له في ذلك وهكذا، وهو باب واسع كما سبق ذكره.
وهذا النوع لا يلزم كل القراء بل يلزم من يختاره لأنه قرأ به على شيخه أو نحو ذلك؛ لأنه لا يكفي الاحتمال في منع أوجه الطيبة.
وإنما قلنا بذلك لأنك لو اطلعت على خلافات المحررين لهالك كثرة ما يمنعه بعضهم ويجيزه الآخرون، وهذا لو كان في أبواب الفقه التي أجاز الشارع فيها العمل بغلبة الظن لكان له وجه، أما أن تمنع قراءة القرآن بوجه ليس فيه خطأ نحوي أو لغوي أو نسبة حرف لمن لم يروه فقد نص ابن الجزري على أنه تضييق على الأمة وإيقاع لها في الحرج[20]، وهذا هو الواقع الآن ممن يلزمون القراء بهذه التحريرات الظنية.
5 ـ اختيار عدم الأخذ بالظن في التحريرات:
يكفي للتدليل على خطأ المحررين الذين يقولون بوجوب التحريرات الظنية ما منعه أتباع مدرسة الأزميري من الأوجه التي قرأ بها من قبلهم؛ لأنهم لم يجدوها في الكتب التي تحت أيديهم.
ثم تبين بعد أن وُجدت هذه الكتب أن هذه الأوجه صحيحة، وكمثال لذلك فقد منعوا مد لا التي للتبرئة على سكت المد وهي تأتي من الكامل[21]، ومنعوا إمالة هاء التأنيث إمالة عامة على مد لا التي للتبرئة وهي تأتي من الكامل كذلك[22]، ومنعوا كثيراً من أوجه مد التعظيم للقراء بدعوى أن هذا المد يأتي من الكامل، ثم اتضح أن بعض هؤلاء القراء لم يذكر لهم مد التعظيم في الكامل أصلاً، ومثال ذلك منع تقليل التوراة على مد التعظيم لقالون على أنه ليس لقالون التقليل من الكامل، ثم وجدنا الكامل لم يثبت مد التعظيم لقالون أصلاً[23].
وعلى ما ذُكِر سابقا فالاختيار عدم إلزام المسلمين بهذه التحريرات الظنية، أما من أخذ بها على أنها اختيارات من مشايخنا الفضلاء فلا حرج في ذلك.
6ـ تحريرات الشيخ الخليجي :
هذه التحريرات نظمها شيخ شيخنا على نهج مدرسة الإمام المنصوري، وهذا مما يميزها لأنها لم تمنع كثيرا من أوجه الطيبة التي تمنعها مدرسة الأزميري، وهي كذلك تشتمل على كثير من التحريرات التي نحب أن نسميها التحريرات النشرية أو التحريرات الجزرية أو التحريرات اليقنية؛ إذ إن الخليجي يعتمد على نقل ابن الجزري في كثير مما أجازه أو منعه من الأوجه.
ويمكن تقسيم تحريرات الشيخ الخليجي على هذا الإعتبار إلى:
1- تحريرات لازمة اصطلاحاً وهي التي توافق ما نص عليه ابن الجزري، ومن أمثلتها ما يلي:
ولابنِ ذكوانٍ بِمَدٍّ قَدْ حَظَلْ إِدْغامَ أُورثتمْ[24] وإظهار اذْ دَخَلْ[25]
ومَيْلَ خَاب دَعْ[26] وإبراهِيما دَعْ أَلِفًابِهَا تَكُنْ فَهِيمَا[27]
2- تحريرات اختيارية من الشيخ الخليجي فالأخذ بها من باب الجواز، وهو الأفضل لمن قرأ من طريقه لا من باب أنها صواب وغيرها خطأ.
وإذ إننا نعتبرها اختياراً من الشيخ الخليجي فلا نلتزم بالتعليق على ما منعه من الأوجه، بل قد نتعرض لذلك أحياناً لنبين ظنية هذه التحريرات، أو صحة ما منعه ـ رحمه الله ـ عند غيره من المحررين خاصة إذا منع وجها من الشاطبية قرأ به وما زال يقرأ به جمهور القراء.

موقف قراء عصرنا من التحريرات :
وقع الاختلاف في عصرنا هذا بين القراء في الأخذ بالتحريرات التي وضعت على نظم الطيبة وانقسموا الى فريقين:
1 ـ فريق لم يقبل هذه التحريرات واعتبر أنها غير لازمة ومن هؤلاء الشيخ عبدالفتاح القاضي والشيخ محمد سالم محيسن وقد اعتمد الأزهر الشريف هذا الرأي فألغى دراسة التحريرات على نظم الطيبة في مراحل دراسة القراءات.
2 ـ فريق يرى وجوب الأخذ بهذه التحريرات، ويقول إنه لا يمكن قراءة نظم الطيبة إلا بهذه التحريرات وهم أغلب القراء وقد صرح بعضهم بأنها فرض كما سبق أن نقلنا عن الشيخ السمنودي.
والأولى أن يتفق الفريقان على اعتماد تحريرات الإمام ابن الجزري؛ لأنها تكملة لمؤلفه الطيبة ولأن القراء يقرأون هذه القراءات من طريقه وحده فينبغي التقيد بما ذكره من تحريرات لذا كان تقييده يقينيا وواضحا وصريحا، وبذلك نخرج من هذا الخلاف؛ لأن الجميع متفقون على أن نسبة القراءات لمن نقلها لازمة كما أن نسبة الأحاديث لمن رواها لازمة كذلك، فقد اتفق المحدثون على أنه إذا ذكر أحد حديثا نبويا شريفا مرويا في سنن الترمذي، ثم نسبه وعزاه الى كتاب البخاري يكون قد وقع في خطأ علمي واضح فلا يسكت عنه في ذلك علماء الحديث بل ينبهونه على خطئه، وكذلك إذا ذكر القارئ قراءة لأحد الطرق ثم نسبها إلى طريق أخر أو لأحد الكتب ثم نسبها إلى كتاب أخر يكون قد وقع في خطأ علمي ينبغي تنبيهه عليه.

الاستفادة من التحريرات:

الفائدة الأولى:
أنه يمكن الاستعانة بها على القراءة بمضمن نظم الطيبة، فكما ذكرنا فيما سبق أن التزام تحريرات ابن الجزري هو الذي يليق بمن يقرأ من طريقه، أما ما زاده المحررون من باب الاختيار والظن فيمكن أن يقرأ به وينسب لمن اختاره، وبالتالي يمكن القراءة بمضمن أي تحريرات معتبرة فيقرأ القارئ بتحريرات الشيخ الخليجي على أنها اختيار منه أو تحريرات الشيخ الزيات على أنه اختيار منه وهكذا.
الفائدة الثانية :
يمكن من خلالها ضبط العزو إلى الطرق والكتب، وهذه فائدة كبري من التحريرات المؤلفة يمكن الاستعانة بها على معرفة العزو إلى الطرق أو إلى الكتب، فمن العزو إلى الطرق ما نظمه المحررون في ضبط طريق أبي الطيب عن رويس أو في التفرقة بين طريق ابن مجاهد وابن شنبوذ عن قنبل، كما يمكن الاستفادة منها في معرفة الأحكام الواردة في الكتب كرواية السوسي من كتاب الكافي وطريق الأزرق من كتاب ابن بليمة وهكذا.


[1] وأدخل بعض القراء في معنى التحريرات كذلك زيادة بعض الأوجه على ما في الطيبة إلزاما لابن الجزري بما في الكتب التي أخذ منها حروف القراءات، وهذا يخالف ما اتفق عليه القراء من جواز الاقتصار على بعض ما روى القارئ اختيارا منه ؛ ولذا لا نعتبر هذه تحريرات للطيبة بل إضافة عليها لا تلزم أحدا إلا اختيارا منه .

[2]النشر في القراءات العشر - (ج 1 / ص 485)

[3]النشر في القراءات العشر - (ج 1 / ص 486)

[4]جامع الخيرات للشيخ السمنودي 486 .

[5] يأتي التعريف بها قريبًا.

[6]جامع الخيرات للشيخ السمنودي 493 .

[7]جامع الخيرات للشيخ السمنودي 497 .

[8]تحريرات الأستاذ يوسف أفندي زاده مخطوط ص 9 .

[9] النشر(1/339).

[10] النشر(2/50).

[11] النشر(2/96).

[12] مخطوطة تحريرات الأستاذ يوسف أفندي زاده ص 3

[13]كمنعه الإدغام الكبير ليعقوب على المد ، ومنعه الغنة للأزرق وهكذا .

[14]من باب تقسيم مناهج المحررين.

[15]وبعضهم زاد في تجويز أوحه وجدها في الكتب مع ترك ابن الجزري لها وعدم تضمينها في طيبته وأوسعهم في ذلك هو الشيخ السمنودي وقد كان مما زاده ولم يسبق به السكت لرويس قبل الهمز ، والغنة لشعبة ، والوقف بالواو على يدع ويمحو وسندع ليعقوب ، مع أنه يلزمه على هذا المنهج كثير من الزيادات لا يتضح لنا سبب تركه لها أذكر منها على سبيل المثال ترك ادغام الباء في الميم في قوله تعالى في سورة هود "اركب معنا" للأصبهاني وهي مروية من كفاية أبي العز والمبهج والمستنير والروضتين وهي وجه من غاية الاختصار ، وترك تسهيل الهمزة في نحو ( يشاء إلى) بين الهمزة والواو وهو في الكافي وغاية الاختصار وكفاية أبي العز وتلخيص أبي معشر ، وترك تحقيق همزة (ها أنتم) للأصبهاني وهي في الكامل والمصباح، وترك فتح الراء في فواتح السور عن هشام مع تعدد طرقها ولا أطيل في هذا لأنه باب واسع .

[16]النشر في القراءات العشر - (ج 1 / ص 478) .

[17]ولا نقول إنها واجبة شرعا يأثم تاركها إلا إذا تضمنت نسبة قراءة لكتاب أو طريق لم ترد منه لأن هذا كذب لا يجوز شرعا.

[18]انظر طيبة النشر ( بيت رقم 123 ) وكتاب النشر ج 1 ص 277 ـ 378

[19]انظر كتاب النشر ج 2 ص 13.

[20]انظر النشر ج (1 / 19) .

[21]مخطوطة الكامل ص 158 .

[22]مخطوطة الكامل ص 95 وص 158 .

[23]مخطوطة الكامل ص 137 .

[24]قال في النشر (2 / 17): التاء في الثاء في أورثتم .........فأدغمها ...... واختلف عن ابن ذكوان فرواهما عنه الصوري بالإدغام ورواهما الأخفش بالإظهار اهـ فيمتنع على الإدغام الإشباع لأن الصوري ليس له إشباع.

[25]قال في النشر (2 / 3): واختلف عنه في الدال فروى عنه الأخفش إدغامها في الدال وروى عنه الصوري إظهارها عندها أيضا اهـ فيمتنع على الإظهار الإشباع لأن الصوري ليس له إشباع.

[26]قال في النشر (2 / 60): واختلف عن ابن ذكوان أيضاً في "خاب" وهو في أربعة مواضع: في إبراهيم وموضعي (طه) وفي (والشمس) ، فأماله عنه الصوري وفتحه الأخفش اهـ فيمتنع على الإمالة الإشباع لأن الصوري ليس له إشباع.

[27]قال في النشر (2 / 221): واختلف عن ابن ذكوان فروى النقاش عن الأخفش عنه بالياء كالجماعة ...... وكذلك روى المطوعي عن الصوري عنه وروى الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بالألف فيها كهشام. وكذلك روى أكثر العراقيين عن غير النقاش عن الأخفش. وفصل بعضهم عنه فروى الألف في البقرة خاصة والياء في غيرها وهي رواية المغاربة قاطبة وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن الأخفش وبذلك قرأ الداني على شيخه أبي الحسن في أحد الوجهين عن ابن الأخرم اهـ فيمتنع على الألف الإشباع لأن النقاش ليس له إشباع.


موضوع للدكتور الجكني منقول من ملتقى أهل التفسير

الأربعاء، 28 مارس 2012

بعض الاحكام التي تجب لحفص حال القصر في المنفصل من طريق طيبة النشر

بعض الاحكام التي تجب لحفص حال القصر في المنفصل من طريق طيبة النشر
بسم الله الرحمان الرحيم
يتعين على القارئ اذا قرأ لحفص بالقصر المطلق الأخذ بالأحكام التالية "
1- وجوب الأخذ بوجه ترك الغنة في الم والراء عند ادغام النون الساكنة والتنوين فيهما
2- وجوب الأخذ بوجه الصاد في { ويبسط }البقرة الاية 254 وفي { الخلق بصطة } الاعراف الاية 69 وفي { بمصيطر}الغاشية الاية 22
3-وجوب الأخذ بوجه السين في { المسيطرون} الطور الاية 37
4-وجوب الأخذ بوجه الابدال في { ألذاكرين -ءألان-ءالله} أي مد همزة الوصل ست حركات على أنها مد لازم ويمتنع وجه التسهيل
5-وجوب الأخذ بوجه الادغام في { اركب معنا } وفي { يلهث ذلك}
6-وجوب الأخذ بوجه الاظهار في النون من هجاء { يس والقرأن الحكيم} و {ن والقلم }
7-وجوب الأخذ بوجه السكت على السكتات الأربع -الألف في { مرقدنا } والألف في { عوجا } و النون
في {من راق} واللام في { بل ران }
8-وجوب الأخذ بوجه التوسط في عين من فاتحة سورة مريم والشورى ،وامتناع القصر والاشباع
9-وجوب الأخذ بوجه فتح الضاد في كلمة { ضعف } في مواضعها الثلاثة بسورة الروم الأية 56
10-وجوب الأخذ بوجه الاسكان في اللام الثانية وقفا في كلمة{ سلاسلا } سورة الانسان الأية 4 ، وحذف الياء وقفا من {ءاتان الله }سورة النمل الأية 36
11-وجوب الأخذ بوجه الاشمام فقط في {لا تامنا } بيوسف
12-وجوب الأخذ بالتفخيم وجها واحدا في راء { فرق } بالشعراء
13-جواز التكبير لأواخر سور الختم من سورة الضحى الى سورة الناس
14-وجوب الأخذ بترك السكت على الساكن قبل الهمز
ونذكر اخواننا مرة أخرى بأن هذه الاحكام مترتبة على القصر المطلق في المد المنفصل مع التوسط في المد المتصل فقط فليتبه لهذا ، والله الموفق

الاثنين، 19 مارس 2012

قاعدة اتمام الحركات



قاعدة اتمام الحركات

تعريف الحركة:

•هي الفتحة أو الكسرة أو الضمة
•هي الفترة الزمنية اللازمة اللازمة للنطق بحرف متحرك سواء مفتوح أو مضموم أو مكسور
•و عندما نقول حركتان فالمقصود هو: الزمن اللازم لنطق حرفين متتاليين متحركين.
• مثل: قَ >> فهذا زمن حركة واحدة
• أما: قَ قَ >> فهذا الزمن يساوي حركتين = ألفا 
• أما: قَا >> هذا زمن حركتين
الألف = حركتين
أي أنّ زمن الألف ضعف زمن الفتحة.

** نلاحظ أن أزمنة الحركات متساوية أي أن زمن الفتحة مساو لزمن الكسرة مساو 

لزمن الضمة وذلك لأن الحركة تساوي نصف 

زمن أصلها وهو حرف المد وزمن حروف المد ثابت مقداره حركتان فنجد أن:

* الفتحة = 1/2 زمن أصلها وهي الألف المدية
* الكسرة = 1/2 زمن أصلها وهي الياء المدية
* الضمة = 1/2 زمن أصلها وهي الواوالمدية

وينبغي على القاريء أن يحقق مخرج الحرف المتحرك أولا ثم التباعد من عنده للإتيان بالحركة.
مثال : عند النطق بالباء بَ – بِ – بُ فلا بد من اطباق الشفتين أولاً ثم التباعد للإتيان 

بالحركة  



قاعدة اتمام الحركات

ميزان الحركات هو في الأصل ميزان مرن يخضع لمرتبة التلاوة سواء كانت تحقيقاً أم 

تدويرًا أم حدراً، ولا يُضبط إلا مشافهةً.

- أما ما يُقال عن الحركة أنها حركة الإصبع من قبض أو بسط، فهو للتسهيل على 

المبتدئين فقط وليس له أي أساس علمي.

موازين ضبط و إتمام الحركات:

لإتمام حركات الحروف موازين تعرف بها إن كانت قد تمّت أم لا، وهذه الموازين هي :

1- ميزان بصري:

لإتمام حركة الفتحة يجب على القارئ أن يفتح ما بين الفكين عند النطق بالحرف 

المفتوح كما ينطق بالألف، مع تصعّد الصوت إلى 

الحنك الأعلى و فتح مخرج الجوف (و نقول عنها للتسهيل فتحة طولية)

-لإتمام حركة الضمة يجب ضم الشفتين عند النطق بالحرف المضموم كما ينطق بالواو، 

وضمّ الحرف في مخرجه مع اعتراض 

الصوت و مشاركة الجوف (و يقال عنها ضم الشفاه و يجب أن يكون هذا الضم محكماً 

حتى يخرج صوت الواو العربية و ليس 

"الأوو" الأعجمية)

- لإتمام الكسرة يجب خفض الفك الأسفل عند النطق بالحرف المكسور كهيئة النطق 

بالياء، وكسرُ الحرف في مخرجه مع تسفّل 

الصوت و مشاركة الجوف .

2- ميزان سمعي

- بما أن الفتحة أصلها الألف المدية ، فإذا أطلنا صوتها يجب أن ينتج عنها ألف 

صحيحة دون إمالة.
- وبما أن الضمة أصلها الواو المدية فإذا أطلنا صوتها يجب أن ينتج عنها واواً عربية و 

ليست أعجمية.
- وبما أن الكسرة أصلها الياء المدية فإذا أطلنا صوتها يجب أن ينتج عنها ياء سليمة 

ليست ممالة للألف.

فمِن الأخطاء الشائعة في قراءة القرءان:

عدم ضمّ الشفتين عند النطق بالحرف المضموم، إذ أنّ كل حرفٍ مضموم لا يتمّ ضمُّه 

إلا بضم الشفتين، وإلاّ كان ضمُّه ناقصا. ولا 

يتم الحرف إلا بتمام حركته، فإن لم تتم الحركة لايتم الحرف.
وكذلك الحرف المكسور لايتم إلا بخفض الفك السفلي وإلا كان كسره ناقصا.
وكذلك الحرف المفتوح لا يتم إلا بفتح الفم وإلا كان فتحه ناقصا.

1- وَكُـلُّ مَضْمُـومٍ فَلَـنْ يَتِـمَّا * إِلا بِـضَـمِّ الشَّفَتَـيْنِ ضَـمَّـا

أي عند النطق بالباء المضمومة مثلا (بُ) نضم الشفتين فنقول (بُو) فيزداد ضم الشفتين 

لأنّ الضمة عبارة عن واو قصيرة.
كذلك عند نطقنا لكلمة (كُنتُم) لابد من ضم الشفتين مثل نطقنا بكلمة ) كُونوا). 
أي لابدّ أن يتساوى صوت الضمة في الحالتين لأنّ القاعدة (واللفظ في نظيره كمثله) كما 

قال بن الجزري في مقدمته.

2- وَذُو انْخِفَاضٍ بِانْخِفَاضٍ لِلْفَـمِ * يَتِـمُّ وَالْمَفْتُوحُ بِالْفَتْـحِ افْهَـمِ

وكذلك الحرف المكسور ( وهو ما يعبر عنه بالانخفاض) لابد من تحقيق 

الكسر، ولاننطقها بين الكسرة والفتحة مثل (بِسمِ اللهِ) لأنّ الكسرة عبارة عن ياء قصيرة.
أيضا لابدّ من تحقيق كسرة الراء في (المشرِق والمغرِب) ونطقها مكسورة كسرًا تامًّا 

مثل نطق كلمة (رِيح).
وكذلك الحرف المفتوح فلابدّ من فتح مابين الشفتين عند النطق به مثل ( كَتَبَ ) لأنّ 

الفتحة عبارة عن ألف قصيرة.

3 - إِذِ الْحُرُوفُ إِنْ تَكُنْ مُحَرَّكَـهْ * يَشْرَكُهَا مَخْرَجُ أَصْلِ الْحَـرَكَهْ
4-- أَيْ مَخْرَجُ الْوَاوِ وَمَخْرَجُ الالِفْ * وَالْيَاءُ فِي مَخْرَجِهَا الَّذِي عُـرِفْ
قال بن جنى: "اعلم أنّ الحركات أبعاض حروف المد. فالفتحة بعض الألف، والكسرة 

بعض الياء، والضمة بعض الواو" – (راجع 

كتاب: دراسات في علم الأصوات، د. صبري المتولي(

نقول ببساطة شديدة أنّ الفتحة هي بنت الألف، أي تشترك معها في نفس المخرج. 

وأصل مخرجهما واحد. والكسرة بنت الياء 

والضمة بنت الواو كذلك.

5 – َ فـإِنْ تَـرَ الْقَارِئَ لَـنْ تَنْطَبِقَا * شِفَاهُـهُ بِالضَّمِّ كُـنْ مُحَقِّـقَا
6- بِأَنَّـهُ مُنْتَـقِـصٌ مَـا ضَـمَّ * وَالْـوَاجِبُ النُّـطْقُ بِـهِ مُتَمَّـا
7- كَذَاكَ ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ يَجِبْ * إِتْـمَامُ كُـلٍّ مِنْهُمَا افْهَمْهُ تُصِبْ 

يجب على القارئ:
-أن يضمّ الشفتين عند النطق بالحرف المضموم كما ينطق الواو.
- أن يفتح ما بين الفكين عند النطق بالحرف المفتوح كما ينطق الألف.
- أن يخفض الفك الأسفل عند النطق بالكسرة كهيئة النطق بالياء.
- أما الحرف الساكن فيخرج مجردًا عن الضم والفتح والكسر.

- يجب عند تحقيق هذه الحركات مراعاة عدم المبالغة وتحقيقها بلطف ودون تعسف، 

كما أشار بن الجزري في المقدمة:

وكذلكالحرف المكسور ( وهو ما يعبر عنه بالانخفاض) لابد من تحقيق الكسر، 

ولاننطقها بين الكسرة والفتحة مثل (بِسمِ اللهِ) لأنّ الكسرة عبارة عن ياء قصيرة.
أيضا لابدّ من تحقيق كسرة الراء في (المشرِق والمغرِب) ونطقها مكسورة كسرًا تامًّا 

مثل نطق كلمة (رِيح).
وكذلك الحرف المفتوح فلابدّ من فتح مابين الشفتين عند النطق به مثل ( كَتَبَ ) لأنّ 

الفتحة عبارة عن ألف قصيرة.

3 - إِذِ الْحُرُوفُ إِنْ تَكُنْ مُحَرَّكَـهْ * يَشْرَكُهَا مَخْرَجُ أَصْلِ الْحَـرَكَهْ
4-- أَيْ مَخْرَجُ الْوَاوِ وَمَخْرَجُ الالِفْ * وَالْيَاءُ فِي مَخْرَجِهَا الَّذِي عُـرِفْ
قال بن جنى: "اعلم أنّ الحركات أبعاض حروف المد. فالفتحة بعض الألف، والكسرة 

بعض الياء، والضمة بعض الواو" – (راجع 

كتاب: دراسات في علم الأصوات، د. صبري المتولي(

نقول ببساطة شديدة أنّ الفتحة هي بنت الألف، أي تشترك معها في نفس المخرج. 

وأصل مخرجهما واحد. والكسرة بنت الياء 

والضمة بنت الواو كذلك.

5 – َ فـإِنْ تَـرَ الْقَارِئَ لَـنْ تَنْطَبِقَا * شِفَاهُـهُ بِالضَّمِّ كُـنْ مُحَقِّـقَا
6- بِأَنَّـهُ مُنْتَـقِـصٌ مَـا ضَـمَّ * وَالْـوَاجِبُ النُّـطْقُ بِـهِ مُتَمَّـا
7- كَذَاكَ ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ يَجِبْ * إِتْـمَامُ كُـلٍّ مِنْهُمَا افْهَمْهُ تُصِبْ

يجب على القارئ:
-أن يضمّ الشفتين عند النطق بالحرف المضموم كما ينطق الواو.
- أن يفتح ما بين الفكين عند النطق بالحرف المفتوح كما ينطق الألف. 
- أن يخفض الفك الأسفل عند النطق بالكسرة كهيئة النطق بالياء.
- أما الحرف الساكن فيخرج مجردًا عن الضم والفتح والكسر.

- يجب عند تحقيق هذه الحركات مراعاة عدم المبالغة وتحقيقها بلطف ودون تعسف، 

كما أشار بن الجزري في المقدمة:
مكملاً من غيرِ ما تَكَلُفِ باللطفِ في النطقِ بلا تعسفِ
وإن تفهم ذلك تكون قد أصبت في قراءتك القرءان الكريم.

- فَالنَّقْصُ فِي هَـذَا لَـدَى التَّأَمُّلِ * أَقْبَحُ فِي الْمَعْنَى مِنَ اللَّحْنِ الْجَلِي
- إِذْ هُـوَ تَغْيِيرٌ لِـذَاتِ الْحَرْفِ * وَاللَّحْنُ تَغْيِيرٌ لَـهُ بِالْـوَصْـفِ

معنى هذا الكلام أنّ الحروف تنقص بنقص الحركات، فتكون حينئذ أقبح من اللّحن الجليّ، لأنّ النقص من ذات الحرف أقبح من ترك الصفات.

تطبيق : كيف أنطق كلمة ( ُتبْتُم) مع مراعاة إتمام الحركات؟

ج : أضم الفم عند نطق التاء المضمومة ثم أعيد الشفتين للخلف بسرعة لنطق الباء الساكنة ثم أضم الشفتين لنطق التاء 

المضمومة ثم أعيدها بسرعةلنطق الميم الساكنة. 
والخطأ ضم الشفتين عند نطق الكلمة كلها( وغير ذلك من الأمثلة : كل – كنتم - الوسواس ......) 



الأخطاء الشائعة في الحركات:

1- اللحن في الحركة :

أي الخطأ في الحركة وهو اختلاط صوت الحركة بصوت حركة أخرى.

أ – اللحن في حركة الفتح

أولا : و أشهرها: أن يتجه صوت الفتح إلى الكسر فيكون في صوتها تقليل أو إمالة على حسب 
درجة اتجاه صوت الفتح للياء ( كان – تاب – ءامن )

و للتأكد من فصاحة الفتح نمدها فإذا خرجت الألف منضبطة فبتالي الفتح صحيحا أما إذا خرجت الألف مقللة فهذا يعود إلى عدم 

ضبط الفتح.

و خطأ التقليل غالبا يعود إلى بسط الشفتين بالعرض و عدم تصعد الصوت. 

ثانيا: أن يتجه صوت الفتح إلى الضم. و هذا الخطأ يكون بضم الشفتين عند التفخيم فتكون الفتحة عند الحرف المفخم مخلوطة 

بضمة. ( الصلاة – خالدين – غافر )

ب- اللحن في حركة الضم: 

- أن يتجه صوت الضم إلى الفتح و للتخلص من هذا الخطأ لابد من تمكين الضم دون إفراط " اي مط للحركة فيتولد منها واوا مدية 

" و لا تفريط "فتكون اقرب للفتحة منها للضمة " ) لكُم – هُم – هُدى للمتقين )

و للتأكد من فصاحة الضم نمدها فإذا خرجت الواو منضبطة فبالتالي الضم صحيحا.

ج- اللحن في حركة الكسر

- أن يتجه صوت الكسر إلى الفتح و للتخلص من هذا الخطأ لابد من تحقيق الكسر) مِنه – به – هِي )
و للتأكد من فصاحة الكسر نمدها فإذا خرجت الياء منضبطة فإن الكسر كان صحيحا. 

2- الخطأ في الأزمنة

أولاً :التمطيط بزيادة زمن الحركة.

أمط زمن الفتح فتتولد ألف " أعوذ ", أمط زمن الكسر فتتولد ياء" بسم " , أمط زمن الضم فتتولد واواً " نعبد ".

ثانياً : الإختلاس
و هو عدم اعطاء الحركة زمنهاو يظهر هذا الخطأ خصوصا عند تتالي الحركات المتشابهة أو غيرها.
فمثلاً يحدث عند توالي الفتحاتمثلوَ وَ جَ دَ كَ
أو عندوجودحركة مختلفة بين حركتين متشابهتينمثلوَ هُـ وَفتختلس هنا حركة الهاء
-وايضا يحدث الاختلاس مع الانتقال بين الحركات المختلفة مثل (يَعِظُكُم) تختلس هنا حركة الظاءأو (يَعِدُكُم) تختلس هنا حركة الدال.

وللتخلص منه فقط ما علينا إلا تحقيق المخارج والانتقال الى الحركات والتسويه بين ازمنة الحركات  

الخميس، 15 مارس 2012

منظومة تلخيص صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص

 
منظومة تلخيص صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص 

نظم العلامة الفقيه المقرئ عبد العزيز عيون السود أمين الإفتاء وشيخ القراء في حمص رحمه الله تعالى 

وشرحها للدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله

انظر الجدول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد

فهذا شرح مختصر لمنظومة تلخيص صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص 

نظم سيدي وشيخي الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله وهي نظم لكتاب شيخه شيخ عموم المقارئ المصرية العلامة علي بن محمد الضباع رحمه الله تعالى المسمى صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص سائلا الله تعالى أن ينفع به كما نفع بأصليه إنه سميع مجيب

والمنظومة من بحر الرجز وهو مستفعلن ست مرات

انظر الجدول

بسم الله الرحمن الرحيم

1-4

مستفتحا مستوفقا مسترضيا باسمك ربي حامدا مصليا

آل عيون السود بالذل اقترب من حمص عبد للعزيز المحتسب 
لكشف لبس ما روي عن حفص راج لتلخيص صريح النص 
والأكثرون الحرمة الصواب إذ يكره التخليط أو يعاب 

****

5-12

السكت للساكن قبل الهمزة
خلافه مع الأصول خمسة

فصلا شيا أل خص وسط المتصل لا المد واخصصه بوسط المنفصل 
في السكت رومه التزم كنحو دف وعم طولا وقف همز مطرف 
والله أكبر قبل بسملة السور وغنة النونات في إدغام لر 
ثلث ووسط خمس الوصل اشبعن وامنعهما سكتا وللفصل اقصرن 
وسطا بقصر وسط فصل كبرن وسط وخمسا فصلها الزم واخصصن 
ودونه لا خمس فصل وامنعن بالطول مع أربعة الفصل بغن 
إحدى وعشرون فقط و تتضح غنا بوسط الوصل الأوجه تصح 

********

13-15

وتسع التكبير والغن سقط كبر بقصر وثلاث ووسط 
سكتان فصلهم بطول اعلما بقصر وسط وسطان اخمسهما 
وجهين بالتكبير والخمسان فع والغن تسع فصلهم بالطول مع 

***

16-21

ثلث لعين فرق رقق فخم والحظ لضبط الخلف خلف الكلم 
مصيطر إلا وبصطه فاذكروا سينا وصا ويبصط المصيطرو 
كالان أبدل مد سهل قصر ياسين نو اركب يلهث ادغم اظهر 
صه ادرج ادغم رم وشم تأمننا بل ران راق عوجا مرقدنا 
كذاك في سلاسلا الدهر الألف ءاتان نمل اليا اثبت احذف إن تقف 
إدغام نخلقكم لحفص محضا بالروم ضعف ضعفا افتح ضم ضا 

******

22-24

عي وسط اقصر يلهث اركب ادغم
إطلاق ءالا نو يا اظهر تأم شم 
كادرج صه الصا السين فيهم قدم ضعف افتح اتا سلا احذ فرق فخم 
كلم ففي المطوي وجهان بني بالضد عن كلم وإلا فكطي 

***

25-33

صه ضعف ءالا تأم يلهث وسط عي
فقصر وسط اتا سي المصي 
خمساهما صه عين قصرها أبي يا نو سلا اركب وسطاهما اركب 
مصيط صا يلهث وخاص السكت له صا بمصي يا نو اركب الا اتا اثبته 
ضعفي سلا تأمنا عمم وسط عي صه ران راق فرق رقق قصر عي 
بالسين واركب يلهث اضبط مع طي فرق سلا ادرج كال تأمنا المصي 
ءاتان في قصر ومع وسط فطي وقصر وسط الطول فرق تأم عي 
ـفصل سلا الا تأم يا نو اركب تصل يلهث سلا مرق ادرج الا ثلث الـ 
عي مرقد ادرج ما تبقى فهو طي فرق ويلهث ضعفي الصا بمصي 
سي يلهث ادرج تأم ءال سلا اتا عي وخمس طول فرق اركب المصي 

*********

34-36

فرق سلا ادرج مرق يلهث قصر عي
كبر بقصر فوق ءاتا الصا مصي 
بالوسط تأم اتا اركب العين اقصر تأم اركب الا ضعف يا نو كبر 
سين مصي صاد كئالا الباقي طي يلهث سلا ادرج مرق فرق المصي 

***

37-40

في القصر لا إله إلا الوسط جو
والغن مع فصل بطول كبر او 
ــقصر امنع عي تأمنا ءاتاني لا الـ فيهم نويا ادرج ضعف فرق سلا اثبت الــ 
في الخمس سين خمس مدي قصر عي ـخمس اركب اظهر يلهث السين المصي 
ثم كست الغن لكن ضعف طي صه راراكالاالسين في يبصط مصي 

****

41-43

أوائل الختم فلن يكرر
وامنع على التكبير أن يكبرا 
لآخر كوسط وصل وامنعن
وجائز في الفصل مع طول بغن 
في الباقي هب لي ربي إخلاص العمل
في الخمس والسكت وجوز للأول 

***

44-45

خمس و تسعين بصوم تمت
هم عد في ألف ثلاثمائة 
ذو الفيض لا إله إلا الله وحسن ختمي شكر ما أولاه 







قال رحمه الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم

باسمك ربي حامدا مصليا مستفتحا مستوفقا مسترضيا 

ذكر في هذا البيت الأمور التي استحب الشرع الشريف البدء بها من البسملة والحمدلة والصلاة على رسول الله مع طلب الفتوح والتوفيق والرضا من الله تعالى وتفصيل ذلك كله مذكور في المطولات فليراجع ثمة

من حمص عبد للعزيز المحتسب آل عيون السود بالذل اقترب 

بين رحمه الله تعالى - كعادة الناظمين اسمه وبلده فهو أمين الافتاء وشيخ القراء في حمص الشيخ عبد العزيز بم الشيخ محمد علي بن عبد الغني الشيباني الملقب بعيون السود

ولد رحمه الله تعالى في حمص في 8 جمادى الأولى سنة 1335 هجرية ونشأ في بيت علم ودين وكان ميالا للعلم حاد الذكاء محبا لمجالسة العلماء منذ صغره

تلقى العلم عن والده المذكور وعن عمه الشيخ عبد الغفار عيون السود صاحب التآليف الشهيرة التي منها الرياض النضرة في تفسير سورتي الفاتحة والبقرة وهو مطبوع في ثلاثة مجلدات وعن الشيخ الفقيه عبد القادر الخوجة وعن الشيخ محمد أمين سويد وعن الشيخ عبد القادر القصاب وغيرهم

وتلقى القراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة على الشيخ سليمان الفارسكوري المصري والشيخ محمد سليم الحلواني الدمشقي والقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر على الشيخ عبد القادر قويدر العربيلي والقراءات الأربعة عشر من طريق طيبة النشر و الفوائد المعتبرة للعلامة محمد المتولي على الشيخ أحمد حامد التيجي شيخ القراء في مكة المكرمة والشيخ علي محمد الضباع شيخ القراء وعموم المقارئ المصرية تغمد الله الجميع برحمته وجزاهم عنا كل خير

وكان رحمه الله تعالى غزير العلم في شتى الفنون لطيف المعشر مهيب المنظر حسن السمت عاملا بالسنة آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر كثير الذكر لله سبحانه وتعالى محافظا على صلوات الجماعة في أول وقتها دائم التهجد كل ليلة محافظا على غسل الجمعة

وكان رحمه الله خطيبا مفوها ومدرسا جديرا وواعظا مؤثرا يدعو إلى الله سبحانه بحاله قبل قاله وهذا غيض من فيض مما كان عليه الشيخ رحمه الله تعالى ولولا الخوف من الإطالة لذكرت عنه تفصيلات أوفى

ولم يزل رحمه الله تعالى متصدرا للإفتاء والتعليم وتلقين القرآن الكريم إلى أن وافته المنية وهو في صلاة التهجد وقت السحر قبيل الفجر على أكمل الهيئات و أحسنها من فجر يوم السبت 14 صفر 1399 الموافق كانون الثاني 13 سنة1979 

وخرجت له جنازة عظيمة مهيبة مشى الناس فيها بالآلاف وسدت الشوارع وحضرها السادة العلماء من شتى المدن السورية ودفن في القبر الذي أعده لنفسه إلى جانب المسجد الذي بناه لله تعالى من ماله الخاص رحمه الله تعالى رحمة واسعة وعوض الأمة الإسلامية خيرا

هذا وإني بحمد الله تعالى وتوفيقه قد تلقيت عنه هذه المنظومة وفهمت منه شرحها وأجازني بها وذلك وقت قراءتي عليه لرواية حفص عن عاصم من طرق الطيبة ختمة كاملة وكان الختم والإجازة يوم الخميس 12 صفر 1396 هجرية الموفق 12 شباط 1976 ميلادية

ثم إني قرأت عليه ختمة كاملة للقراء العشر من طريق الطيبة إفرادا وبعد ذلك شرعت في ختمة للقراء العشر من طريق طيبة النشر جمعا بمقتضى تحريرات الأزميري في بدائعه والمتولي في روضه وقد أتممتها بحول الله وقوته في مدينة حمص يوم الاثنين 26 شعبان 1398 هجرية الموافق 31 تموز 1978 ميلادية وقد أجازني رحمه الله تعالى بكك ذلك

كما أني تلقيت عنه متون هذا العلم وهي الشاطبية والدرة والطيبة والمقدمة الجزرية وعقيلة أتراب القصائد وناظمة الزهر وأجازني بها والحمد لله على ذلك



راج لتلخيص صريح النص لكشف لبس ما روي عن حفص

اللبس الالتباس بمعنى الاشتباه وعدم الوضوح

وقد فصل اللعلامة الضباع رحمه الله تعالى في رسالته صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص ما اختلف فيه عن حفص من أصول وفرش بما لا يدغ مجالا للبس أو غموض فأراد الشيخ رحمه الله تعالى أن ينظم هذه الخلافيات وتلك الأوجه الناشئة عنها لأن النظم أسرع في الحفظ وأرسخ في الذهن



إذ يكره التخليط أو يعاب والأكثرون الحرمة الصواب



ذكر رحمه الله حكم القراءة بالخلط بين الطرق و أقوال الأئمة فيه ويقال له أيضا التلفيق والمقصود بالخلط هنا أخذ أمر مروي من طريق أخرى كالقراءة بالتكبير العام مع السكت بأحد نوعيه في آن واحد فإن الذي روى التكبير لم يرو السكت والذي روى السكت لم يروالتكبير

وقد قال العلامة الضباع رحمه الله تعالى في صريح النص ص 12 عن التلفيق هو خلط الطرق بعضها ببعض وذلك غير جائز قال النويري في شرح الدرة والقراءة بخلط الطرق وتكيبها حرام أو مكروه أو معيب وقال القسطلاني في لطائفه يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق وتمييز بعضها من بعض وإلا وقع فيما لا يجوز وقراءة ما لم ينزل - اه

وقد بين إمام هذا الفن العلامة ابن الجزري رحمه الله تعالى القول الشافي في هذه المسألة فقال في النشر 1-19 

والصواب عندنا في ذلك التفصيل والعدول بالتوسط إلى سواء السبيل فنقول إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ فتلقى آدم من ربه كلمات بالرفع فيهما أو بالنصب آخذا رفع آدم من قراءة غير ابن كثير ورفع كلمات من قراءة ابن كثير مما يركب بما لا تجيزه العربية ولا يصح في اللغة

وأما ما لم يكن كذلك فإننا نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضا من حيث أنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولاحظر وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كل من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم تخفيفا على الأمة وتهوينا على أهل هذه الملة فلو أوجبنا عليهم قراءة كل رواية على حدة لشق عليهم تمييز القراءة الواحدة وانعكس المقصود من التخفيف وعاد الأمر بالسهولة إلى التكليف اهـ وليس بعد هذا البيان بيان



خلافه مع الأصول خمسة السكت للساكن قبل الهمزة

لا المد واخصصه بوسط المنفصل فصلا شيا أل خص وسط المتصل

وعم طولا وقف همز مطرف في السكت رومه التزم كنحو دف



بدأ رحمه الله تعالى بذكر خلاف الأصول بين طرق حفص وهو في خمس مسائل

أولها السكت على الحرف الساكن الصحيح وعلى الواو والياء الساكنتين بعد فتح إذا وقع ذلك قبل همزة قطع سوء كان الحرف الساكن والهمزة في كلمتين مثل من آمن الأرض ابني آدم خلوا إلى أو في كلمة واحدة مثل القرآن مسئولا سوء ولا تايئسوا على تفصيل سيأتي بعد قليل

أما إذا كان الساكن حرف مد سواء في كلمة مثل أولئك أو في كلمتين مثل الذي أنزل فلا سكت فيه لحفص وهو معنى قوله لا المد

والسكت لغة قطع الكلام

واصطلاحا هو عبارة عن قطع الصوت زمنا دون زمن الوقف عادة من غير تنفس وزمنه يتناسب مع سرعة القراءة من تحقيق وحدر وتدوير والمشافهة تضبط ذلك

والسكت عند حفص نوعان خاص و عام

أما الخاص فهو السكت على ال المعرفة وعلى شئ كيفما تصرفت و على الساكن المفصول مثل الإنسان والله على كل شئ قدير ولم تك شيئا إن هذا لشئ عجاب قل إن الموت ابني آدم خلوا إلى وهو معنى قوله فصلا شيا أل خص

وأما العام فهو السكت على كل ما ذكر في السكت الخاص بالإضافة إلى الساكن الموصول مثل تجئرون دائرة السوء تايئسوا

وقد بين العلامة الضباع في صريح النص ص 9-11 السكت بنوعيه ومذاهب طرق حفص فيه وما يترتب على القراءة به

ويتعين في المد المنفصل التوسط على كلا السكتين وهو معنى قوله واخصصه بوسط المنفصل

كما يتعين توسط المتصل على السكت الخاص وهو معنى قوله خص وسط المتصل

أما السكت العام فيتعين عليه طول المتصل وهو معنى قوله وعم طولا

وأما قوله رحمه الله تعالى وقف همز مطرف .... فهو بيان لكيفية الوقف على الكلمة التي فيها سكت على حرف ساكن قبل همزة متطرفة مثل قوله تعالى لكم فيها دفء فإن وقف القارئ بالسكت تعين الروم وإن وقف بالسكون امتنع السكت من أجل التقاء الساكنين وعدم الاعتماد في إخراج الهمزة على شئ وأما قوله تعالى يخرج الخبء فيمتنع الوقف عليه بالسكت لعدم تأتي الروم فيه إذ لا روم في المنصوب كما هو معلوم فيتعين الوقف عليه بترك السكت والله أعلم



وغنة في النونات في إدغام لر والله أكبر قبل بسملة السور

وامنعهما سكتا وللفصل اقصرن ثلث ووسط خمس الوصل اشبعن

الخلف الثاني من الأصول ترك الغنة وإبقاؤها عند إدغام النون الساكنة أو التنوين في اللام والراء وترك الغنة أشهر وأكثر وهو مذهب الجمهور وذهب بعض الأئمة عن حفص إلى إبقاء الغنة فيما ذكر قال المحقق الفن ابن الجزري في النشر2-32 وذهب كثير من أهل الأداء إلى الإدغام مع ابقاء الغنة ورووا في ذلك عن أكثر أئمة القراءة ثم قال وقد وردت الغنة مع اللام والراء عن كل من القراء وصحت من طريق كتابنا نصا وأداءا عن أهل الحجاز والشام والبصرة وحفص اهـ وقد فصل رحمه الله فذكر من روى إبقاء الغنة من أصحاب الكتب التي حوت رواية حفص ونقل العلامة الضباع ذلك عنه في صريح النص ص 11 و12

وقد اختار الإمام ابن الجزري في نشره اختصاص هذه الغنة بما رسم مقطوعا دون الموصول واطلق الحكم فيهما أكثر المتقدمين وإلى إطلاقه جنح الإمام محمد المتولي شيخ قراء مصر الأسبق المتوفى سنة 1313 وفصل القول فيه في كتابه الروض النضير وعليه العمل

وأما قوله والله أكبر قبل بسملة السور فبين فيه الخلاف الثالث من الأصول عن حفص وهو التكبير العام أول كل سورة سوى براءة ولفظه الله أكبر ومحله قبل البسملة كما ذكر في البيت فمن أجل ذلك امتنع التكبير أول براءة لعدم وجود البسملة في أولها

وأكثر أهل الأداء على تركه وذهب جماعة إلى الأخذ به ثم هو سنة مطلقا ويسن بالجهر في ختم القرآن وورد في الصلاة أيضا ويلحق به ما يسمى بالتكبير للختم وهو لغير القائلين بالتكبير العام ولهم في مذهبان

الأول التكبير أول سورة الشرح وما بعدها إلى أول سورة الناس

الثاني التكبير آخر سورة الضحى وما بعدها إلى آخر سور الناس

والتكبير العام لا تهليل فيه ولا تحميد معه عند حفص أصلا إلا عند سور الختم إذا قصد تعظيمه على رأي بعض المتأخرين وقد فصل الإمام الضباع الكلام على التكبير في صريح النص صفحة 4 -6

وأما قوله رحمه الله تعالى وامنعهما سكتا فبين فيه امتناع الغنة والتكبير على السكت بقسميه لأن من روى السكت عن حفص لم يرو عنه إبقاء الغنة في اللام والراء ولا التكبير العام والله أعلم

وأما بيت...........ثلث ووسط........الوصل اشبعن والذي يليه فهذا هوالخلاف الرابع في الأصول وهو المد المنفصل وفيه عن حفص اربع مراتب القصر وفويقه والتوسط وفويقه

فالقصر بمقدار ألف وهو المد الطبيعي أي الفترة الزمنية اللازمة للنطق بألف قال مثلا ويمد المد الطبيعي بمقدار حركتين والحركتان هما الفترة الزمنية اللازمة للنطق بحرفين متحركين متتاليي كقولك بب أو تت وما شابه فالحركة هي حركة الحرف وليست حركة الأصبع كما زعم كثير من المتأخرين في القرن الرابع عشر أو ماقبله بقليل ولعلهم فعلوا ذلك تسهيلا على المبتدئين ولكن الدقة تنافيه لتعذر ضبطه وجميع أئمة القراءة المتقدمين على تقدير المد بالألفات كما سبق

وأما فويق القصر فبمقدار ألف ونصف أو ثلاث حركات

والتوسط بمقدار ألفين أو نقول أربع حركات

وفويق التوسط بمقدار ألفين ونصف أو يقال خمس حركات

فهذا معنى قوله رحمه الله وللفصل اقصرن ثلث ووسط خمس

وأما قوله الوصل اشبعن وسط وخمسا فبين فيه رحمه الله تعالى الخلاف الخامس لحفص وهو المد المتصل وله فيها ثلاث مراتب التوسط وفويقه والطول والإشباع وهو بمقدار ثلاث ألفات أو يقال ست حركات

واعلم أنه يترتب من خلافيات الأصول الخمسة االمذكورة ستة وتسعون وجها عقليا حاصلة من ضرب وجهي التكبير في وجهي السكت وعدمه فهذه أربعة أوجه ثم ضرب ذلك بوجهي الغنة فهذه ثمانية ثم ضرب الناتج بأربعة أوجه المنفصل فيصير اثنان وثلاثون وجها ثم ضرب ذلك بثلاثة أوجه المتصل فيتحصل ستة وتسعون وجها عقليا لم يصح منها من طريق الطيبة عن حفص إلا واحد وعشرون وجها وذلك لامتناع أوجه الخلاف على بعض كقوله رحمه الله تعالى عن الغنة والتكبير وامنعهما سكتا ولتعين بعض تلك الخلافيات على بعض كقوله رحمه الله عن السكت واخصصه بوسط المنفصل

فبعد أن أنهى سرد الخلافيات الخمسة الأصول بدأ بذكر القيود المخرجة للأوجه التي يقتضيها الضرب الحسابي ولم يصح نقلها ليتجنبها القارئ فلا يقع في قراءة ما لم يرو فقال رحمه الله تعالى وخمسا فصلها الزم أي الزم خمس حركات في المنفصل إذا أخذت المتصل بمقدار خمس حركات فامتنع القصر وفويقه والتوسط في المنفصل على خمسة المتصل

قوله رحمه الله تعالى .... واخصصن وسطا بقصر وسط فصل

أي لا يأتي على توسط المتصل إلا القصر والتوسط في المنفصل وبعبارة أخرى يمتنع فويق القصر وفويق التوسط في المنفصل على توسط المتصل

فائدة المتصل دائما ولكل القراء أكبر من أو يساوي المنفصل

قوله رحمه الله تعالى .... كبرن بالطول مع أربعة الفصل بغن ودونه خمس فصل

يتعين الطول في المتصل على التكبير العام وهو معنى قوله كبرن بالطول فلا تكبير مع التوسط وفويقه في المتصل

ثم إن التكبير مع طول المتصل يأتي عليه أربعة أوجه المنفصل مع الغنة فهذه أربعة أوجه وهي معنى قوله مع أربعة الفصل بغن

وأما التكبير مع طول المتصل وترك الغنة فيمتنع عليه في المنفصل فويق التوسط ولا يأتي إلا القصر وفويقه والتوسط فقط في المنفصل فهذه ثلاثة أوجه وهي معنى قوله ودونه لا خمس فصل والله أعلم

قوله رحمه الله ...وامنعن غنا بوسط الوصل

هذا هو القيد الأخير لخلاف الأصول ومؤداه امتناع الغنة على توسط المد المتصل



قوله رحمه الله في البيت الثاني عشر

الاوجه تصح إحدى وعشرون فقط وتتضح إلى نهاية البيت الخامس عشر

بعد أن ذكر القيود السابقة التي أخرجت الأوجه الممتنعة حصر الاوجه الجائزة رواية فكانت واحدا وعشرين وجها ثم قسمها إلى ثلاث مجموعات

المجموعة الأولى فيها ثلاثة أوجه وفي كل من المجموعة الثانية والثالثة تسعة أوجه

فقال عن المجموعة الأولى كبر بقصر وثلاث ووسط

هذه ثلاثة أوجه وهي التكبير مع طول المتصل وقصر المنفصل أو تثليثه أو توسيطه ولم يذكر في البيت طول المتصل لما سبق بيانه من اختصاص التكبير به

قوله وتسع التكبير والغن سقط هذه هي المجموعة الثانية من أوجه حفص وفيها تسعة أوجه تشترك كلها بامتناع التكبير والغنة فيها

الوجه الأول قصر المنفصل مع توسط المتصل من قوله بقصر وسط 

الوجه الثاني التوسط في المدين من قوله وسطان

الثالث فويق التوسط في المدين من قوله اخمسهما 

الرابع والخامس السكت الخاص والسكت العام وتقدم أن السكت الخاص يكون على توسط المدين وأن السكت العام يكون على توسط المنفصل وطول المتصل وهذان الوجهان مأخوذان من قوله سكتتان

السادس إلى التاسع الطول في المتصل مع أربعة أوجه المنفصل وهذه الأوجه مأخوذة من قوله فصلهم بطول

وأما المجموعة الثالثة من أوجه حفص فبينها بقوله والغن تسع أي أن الغنة تأتي على تسعة أوجه هي الطول في المتصل مع أربعة أوجه المنفصل فهذه أربعة أوجه تأتي على التكبير وعدمه فتكون ثمانية أوجه مأخوذة من قوله فصلهم بالطول مع وجهين بالتكبير وأما الوجه التاسع والأخير من أوجه الغنة فهو فويق التوسط في المدين مع الغنة وهو مأخوذ من قوله والخمسان فع

وقوله فع الفاء استئنافية أو عاطفة و ع فعل أمر من وعى بمعنى حفظ وفهم أي افهم يا من يريد قراءة القرآن برواية حفص من طريق الطيبة هذه الأوجه الجائزة واحفظها لتكون في مأمن أثناء قراءتك من الخلط والتلفيق

وبعد أن أنهى رحمه الله تعالى ذكر خلاف الأصول شرع في بيان خلاف الفرش ذاكرا كل كلمة فرشية اختلف فيها عن حفص مع الأوجه الجائزة فيها فقال في الأبيات السادس عشر إلى الحادي والعشرين



ثلث لعين فرق رقق فخم والحظ لضبط الخلف خلف الكلم 
مصيطر إلا وبصطه فاذكروا سينا وصا ويبصط المصيطرو 
كالان أبدل مد سهل قصر ياسين نو اركب يلهث ادغم اظهر 
صه ادرج ادغم رم وشم تأمننا بل ران راق عوجا مرقدنا 
كذاك في سلاسلا الدهر الألف ءاتان نمل اليا اثبت احذف إن تقف 
إدغام نخلقكم لحفص محضا بالروم ضعف ضعفا افتح ضم ضا 

قوله والحظ لضبط الخلف خلف الكلم أي لاحظ أيها القارئ حتى تضبط الخلاف ضبطا دقيقا بالإضافة إلى خلاف الأصول لاحظ خلاف الكلمات الفرشية ثم بدأ بسردها فقال ثلث لعين اي يجوز في هجاء عين من قوله تعالى كهيعص في فاتحة سورة مريم ومن قول تعالى في فاتحة سورة الشورى حم عسق ثلاثة أوجه القصر والتوسط والطول وهذا المد ملحق بمد اللين وليس لينا على التحقيق لسكون النون من عين سكونا أصليا وليس عارضا و الله أعلم

قوله فرق رقق فخم أي قوله تعالى فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم في سورة الشعراء آية 63 فيه لحفص من طريق الطيبة وجهان التفخيم والترقيق فالتفخيم مراعاة لحرف الاستعلاء وهو القاف والترقيق لعدم الاعتداد بحرف الاستعلاء لأنه مكسور وإنما يكون ذلك في حالة وصل فرق بما بعدها أو الوقف عليها بالروم اما إن وقف عليها بالسكون المحض ففيها التفخيم لا غير لزوال موجب الترقيق حينئذ وهو الكسر

قوله سينا وصا ويبصط المصيطرو مصيطر إلا وبصطه فاذكروا

بين رحمه الله في هذا البيت أنه يجوز كل من السين والصاد في قوله تعالى والله يقبض ويبسط في سورة البقرة 245 وفي قوله تعالى أم هم المصيطرون في سورة الطور 37 وفي قوله تعالى لست عليهم بمصيطر في سورة الغاشية 22 وفي قوله تعالى وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا آلاء الله في سورة الأعراف 69 والفعلان في اللغة بسط وسيطر بالسين فيهما وقد كتبت هذه الكلمات الأربعة في المصحف العثماني بالصاد على لهجة بعض القبائل العربية الذين يفخمون السين إن جاورت حرفا مطبقا فمن قرأها بالسين راعى الأصل ومن قرأها بالصاد راعى خط المصحف

واعلم أن الناظم رحمه الله تعالى كان حريصا على تقليل أبيات المنظومة ليسهل حفظها فاضطره ذلك إلى حذف بعض الحروف من بعض الكلمات كما ألجأته الضرورة الشعرية لذلك في مواضع أخرى وهذا يظهر واضحا ابتداءا من البيت الذي نحن بصدد شرحه إلى آخر القصيدة تقريبا وسنوضح ما يشكل من ذلك إن شاء الله تعالى رفعا للإبهام

فقوله سينا وصا إي سينا وصادا

وقوله ويبصط ذكر الواو هنا قيد لازم لموضع البقرة ليخرج ما عداه كقوله تعالى أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر في الزمر 52

لأن فعل يبسط لم يأت في القرآن مسبوقا بواو إلا في في البقرة وقد جاء مجردا عنها في تسعة مواضع فالتقييد بها مخرج لغير المواضع المراد والله أعلم

وقوله المصيطرو أصله المصيطرون فحذف النون ضرورة لما ذكرنا وهو إشارة إلى قوله تعالى أم هم المصيطرون

وقوله مصيطر إلا إشارة إلى قوله تعالى بمصيطر إلا في سورة الغاشية 22 وذكر إلا هنا قيد بياني لا احترازي لبيان موضع هذه الكلمة من كتاب الله إذ ليس في القرآن كلمة بمصيطر إلا هذه

وقوله بصطة فاذكروا سكن هاء بصطه في الوصل ضرورة وهي إشارة إلى قوله تعالى وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا في الأعراف 69 وقوله فاذكروا قيد احترازي ليتعين موضع الأعراف ويخرج ما عداه وهو قوله تعالى في البقرة 247 وزاده بسطة في العلم والجسم فإنه بالسين خطا ولفظا وليس في القرآن بسطة غير هذين الموضعين

قوله رحمه الله تعالى ياسين نو اركب يلهث ادغم أظهر

قوله ياسين إشارة إلى قوله تعالى يس والقرآن الحكيم

وقوله نو إشارة إلى قوله تعالى ن والقلم 

فيصح في هاتين الكلمتين لحفص من طريق الطيبة الإظهار والإدغام أعني إدغام النون الساكنة من هجاء يس في واو والقرآن وإدغام النون الثانية من هجاء نون في واو والقلم فعلى الإظهار يكون المد في سين ونون مدا لازما حرفيا مخففا بمقدار ست حركات وعلى الإدغام يكون مدا لازما حرفيا مثقلا بمقدار ست حركات أيضا

وليحذر القارئ من إخراج غنة من أنفه عند تلفظه بياء سين أو بواو نون فذلك خطأ وطريق الخلاص منه الاعتماد في إخراج الياء على وسط اللسان وفي إخراج الواو على الشفتين مع قطع عمل الخيشوم

قوله اركب يلهث يريد قوله تعالى يابني اركب معنا في سورة هود 42 وقوله تعالى يلهث ذلك في سورة الأعراف 176 فقد روي عن حفص في كل منهما الإظهار والإدغام فإذا قرئ بالإظهار في اركب معنا فإن الباء تقلقل قلقلة صغرى لوقوعها في وسط الكلام وإذا قرئ بالإدغام فإن القارئ يتلفظ بميم مشددة فيها غنة أكمل ما تكون ولا أثر للباء هنا

أما قوله تعالى يلهث ذلك فإذا قرئ بالإظهار تعين على القارئ تحسين نطق الثاء بإعطائها حقها من المخرج والصفات وليحترز من قلقلتها أما إذا قرئ بالإدغام فإن النطق يكون بذال مشددة و لا يبقى أثر للثاء

قوله رحمه الله تعالى كالان أبدل مد سهل قصر بين هنا حكم ءالئن وبابه أي الكلمات التي أولها همزة استفهام داخلة على همزة الوصل من لام التعريف

توضيح

تأتي همزة الوصل في الأسماء والأفعال والحروف وتكون في الأسماء مكسورة كقولك امرأة ابن اسم وتكون في الأفعال مضمومة إن كان الحرف الثالث من الفعل مضموما كقوله تعالى اسكن أنت وزوجك البقرة 35 وقوله ادخلوا مصر يوسف 99 أما إذا كان الحرف الثالث من الفعل مفتوحا أو مكسورا فإنها تكون عند الابتداء بها مكسورة كقوله تعالى استحوذ عليهم الشيطان المجادلة 19 اذهبا إلى فرعون إنه طغى طه 43 اضرب بعصاك الحجر البقرة 60

أما في الحروف فلا تكون همزة الوصل إلا في لام التعريف فقط ولا تكون فيها إلا مفتوحة

فإذا دخلت همزة الاستفهام على اسم أو فعل مبدوء بهمزة الوصل فإن همزة الوصل تسقط من اللفظ كقوله تعالى أفترى على الله كذبا سبأ 8 وقوله أصطفى البنات على البنين الصافات 153 والفرق واضح هنا بين أسلوبي الاستفهام والخبر ففيما مضى من الأمثلة كان الأسلوب استفهاميا ولو أريد الخبر في المثال الأول لقيل افترى بكسر همزة الوصل

والخلاصة إذا رأيت اسما أو فعلا مما يجب أن يكون مبدوءا بهمزة وصل مكسورة أو مضمومة قد بدئ بهمزة مفتوحة فاعلم أنها للاستفهام

أما إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل في لام التعريف فهنا يحدث الالتباس بين أسلوبي الاستفهام والخبر لأن كلا من الهمزتين مفتوح فإذا اسقطنا همزة الوصل من اللفظ عاد النطق بهمزة واحدة فتلتبس حينئذ صيغة الاستفهام بصيغة الإخبار لذا خالف العرب هنا القاعدة الأصلية لهمزة الوصل فأبقوها في درج الكلام لرفع اللبس ولكنهم غيروها بإحدى طريقتين

الأولى إبدالها ألفا فينشأ عندئذ مد لازم كلمي بسبب سكون اللام بعد الألف سكونا أصليا كقوله تعالى ءالآن في موضعي سورة يونس 51 91 وهو مد لازم كلمي مخفف لسكون اللام من غير تشديد وكقوله تعالى ءآلله أذن لكم في سورة يونس آية رقم 59 وقوله تعالى ءآلله خير أما يشركون في سورة النمل 59 وقوله ءآلذكرين حرم أم الأنثيين في موضعي الأنعام 143 144 ولم تدخل همزة الاستفهام على لام التعريف عند حفص في غير هذه المواضع الستة السابقة ويسميها القراء اختصارا بباب ءآلآن

الطريقة الثانية تسهيل همزة الوصل: وتسهيل الهمزة هو النطق بها بين الهمزة المحققة وحرف المد المجانس لحركتها فتنطق همزة الوصل هنا مسهلة بين الهمزة المحققة والألف ولا مد على هذا الوجه لعدم وجود حرف مد

والخلاصة: يجوز في ءآلآن وبابه لحفص من طريق الشاطبية وجهان: الأول: الإبدال مع المد اللازم والثاني التسهيل مع القصر والمراد بالقصر هنا ترك المد بالكلية

فقوله كالان أصله ك: ءالآن والمراد به ءالآن وبابها فالكاف للتشبيه

وقوله: أبدل مد أي: إذا قرأت بإبدال همزة الوصل فمد الألف مدا لازما

وقوله سهل قصر أي إذا قرأت بتسهيل همزة الوصل في الباب المذكور فاقصر ولا تمد لعدم وجود حرف مد

قوله رحمه الله تعالى بل ران راق عوجا مرقدنا صه ادرج يجوز في كل من قوله تعالى بل ران من سورة المطففين آية 14 وقوله تعالى من راق من سورة القيامة آية 27 وقوله تعالى ولم يجعل له عوجا. قيما من سورة الكهف آية 1 و2 وقوله تعالى من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن من سورة يس أية 52 يجوز في كل منها السكت والإدراج

والسكت هو وقفة لطيفة على حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة وتضبطه المشافهة وزمنه يتناسب مع سرعة القراءة من حدر أو تدوير أو تحقيق

والسكت في الكلمات الأربع السابقة يكون على لام بل ونون من وألفي عوجا ومرقدنا أما في حال الإدراج فإن لام بل ونون من تدغم في الراء بعدها ويكون النطق براء مشددة وكذا يخفي التنوين من عوجا عند القاف من قيما

تنبيه

السكت على عوجا يكون بالتعويض عن تنوين النصب بألف كالوقف تماما 

ملاحظة

لا مانع من أن يقف القارئ مع التنفس على قوله تعالى عوجا لأنه رأس آية والمعنى صحيح مستقيم عنده وللقارئ أن يبتدئ بما بعده كما أنه لا مانع من أن يقف على مرقدنا إن جعل ما بعدها كلاما مستأنفا

قوله رحمه الله صه هو اسم فعل أمر بمعنى اسكت إشارة إلى السكت على الكلمات الأربعة المذكورة

وقوله ادرج من الدرج بمعنى الإدراج وهو لغة لف الشئ في الشئ واصطلاحا وصل الكلام بعضه ببعض من غيرسكت أو وقف

قوله أدغم رم شم تأمننا يريد قوله تعالى في سورة يوسف عليه السلام ما لك لا تأمنا على يوسف أية 11 وهو فعل مضارع مرفوع والأصل فيه تأمننا بنونين الأولى مضمومة والثانية مفتوحة فاستثقل ذلك فسكنت النون الأولى ثم أدغمت في النون الثانية ادغاما كبيرا ولكن أشير إلى أصل النون الأولى وهو الضم بالإشمام وهو لغة مأخوذ من أشممته الطيب أي أوصلت إيه شيئا يسيرا مما يتعلق به وهو الرائحة واصطلاحا هو ضم الشفتين عقيب تسكين الحرف كهيئتهما عند النطق بالواو من غير تصويت ولا يدرك إلا بحاسة البصر لأنه لا أثر له في السمع

وكيفية النطق بالإشمام في قوله تعالى مالك لا تأمنا أن ينطق القارئ النون الأولى الساكنة ويتبع ذلك مباشرة بضم الشفتين مع بقاء لسانه على مخرج النون وإخراج الغنة أكمل ما تكون فإذا بدأ بنطق النون الثانية المفتوحة يقطع عمل الشفتين السابق والمشافهة تضبط كل ذلك

فائدة قد اتفقت المصاحف العثمانية على كتابة تأمنا بنون واحدة

هذا ويجوز في هذه الكلمة أيضا الاختلاس وهو عبارة عن الإسراع بالحركة مع إضعاف الصوت بها بحيث يذهب ثلثها ويبقى ثلثاها ويكون في الحركات الثلاث ويعبر عنه بعض المصنفين بالإخفاء وكثيرا يسمونه روما تساهلا في العبارة كما فعل شيخنا الناظم قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى والروم يشارك الاختلاس في تبعيض الحركة ويخالفه في أنه لا يكون في فتح ولا نصب ويكون في الوقف دون الوصل والثابت من الحركة فيه أقل من الذاهب والاختلاس يكون في الحركات كلها ولا يختص بالوقف والثابت من الحركة فيه أكثر من الذاهب كأن يأتي بثلثيها فيكون الذاهب أقل اهـ من شرح الجزرية ص 155

وعليه فإن اختلاس تأمن يكون بفك الادغام أي نطق كل نون على حدة وكل ما في الأمر هو خفض الصوت عند النطق بالنون الأولى المضمومة مع شئ من السرعة في نطقها بالنسبة لأزمنة ما جاورها من الحروف

ولا تضبط كيفية الاختلاس هذه إلا بالمشافهة والأخذ من أفواه القراء المتقنين

قوله رحمه الله ءاتان نمل اليا اثبت احذف إن تقف يريد قوله تعالى فما ءاتاني الله في سورة النمل الآية السادسة والثلاثين قرأ حفص كلمة ءاتان بياء مفتوحة بعد النون وصلا واتفقت الطرق عنه على ذلك واختلفوا في الوقف فمنهم من اثبتها ووقف على الياء الساكنة ومنهم من حذفها ووقف على النون وقول نمل منصوب بنزع الخافض أي في النمل وقوله اليا اثبت أصله الياء أثبت

وقوله إن تقف قيد احترازي عن الوصل فإن الياء ثابتة فيه بلا خلاف كما تقدم

قوله رحمه الله تعالى كذاك في سلاسلا الدهر الألف أي كما اختلف في ياء ءاتان وقفا بين الحذف والإثبات واختلف أيضا في ألف سلاسلا من قوله تعالى إنا أعتدنا للكافرين سلسلا وأغلالا وسعيرا في سورة الدهر آية 4 ويقال لها سورة الإنسان فبعض الطرق عن حفص تقف عليها بحذف الألف أي على لام ساكنة هكذا سلاسل وبعض الطرق عنه تقف بإثبات الألف هكذا سلاسلا أما في حالة الوصل فقد اتفقت كل الطرق عن حفص على حذف الألف المتطرفة فيقرأون بلام مفتوحة

وقوله في سلسلا منصوب على الحكاية في محل جر والدهر مضاف إليه والألف مبتدأ مؤخر

قوله رحمه الله بالروم ضعف ضعفا افتح ضم ضا يريد قوله تعالى الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة من سورة الروم آية 54 فقد روي عن حفص من طريق الطيبة فتح الضاد وضمها من كلمة ضعف المجرورة وقد تكررت في الآية مرتين ومن كلمة ضعفا المنصوبة

وقوله افتح ضم ضا أصله افتح وضم الضاد

قوله رحمه الله تعالى إدغام نخلقكم لحفص محضا يريد قوله تعالى ألم نخلقكم من ماء مهين من سورة المرسلات آية 20 فقد اتفقت طرق حفص من كتاب النشر على إدغام القاف في الكاف إدغاما محضا فيكون اللفظ بكاف مشددة ولا يبقى للقاف أثر في النطق

وقد ذهب كل من الإمامين الجليلين مكي بن أبي طالب القيسي ت 437 هـ وأحمد بن مهران النيسابوري المتوفي سنة 381 هـ إلى إدغام القاف في الكاف من الكلمة المذكورة إدغاما ناقصا وذلك بإبقاء صفة استعلاء القاف فعند هذين الإمامين ومن وافقهما يطبق القارئ طرفي عضو النطق على القاف الساكنة من غير قلقلة ويتبع ذلك بإخراج الكاف بالمباعدة بينهما مع ضم الشفتين لأن الكاف مضمومة غير أن الإمام ابن الجزري رحمه الله لم يختر في نشره طريق هذين الإمامين عن حفص فتكون القراءة لحفص من كل طرقه بالإدغام المحض لا غير وهو معنى قول الناظم إدغام نخلقكم لحفص محضا والله أعلم


إطلاق ءالا نو يا اظهر تأم شم عي وسط اقصر يلهث اركب ادغم

قوله رحمه الله إطلاق ءالا ابدل بدأ الناظم من هذا البيت في ذكر مصطلحه في منظومته حتى يكون الكلام أكثر اختصارا

وأصل ءالا ءالآن فحذف للضرورة ومعنى الكلام أنه إذا ذكر كلمة ءالآن ولم يقيده بإبدال أو تسهيل فالمقصود هو الإبدال

قوله رحمه الله نو يا اظهر أصله ن والقلم و يس والقرآن الحكيم أظهر فحذف للضرورة فإذا أطلق هاتين الكلمتين فالمقصود الإظهار لا غير

قوله رحمه الله تعالى تأم شم أصله تأمنا أشم يريد قوله تعالى مالك لا تأمنا بيوسف 11 فإن أطلقها فيما سيأتي من الأبيات فمراده الإشمام فقط

قوله عي وسط اقصر أصله عين وسط واقصر المراد هجاء عين من فاتحتي مريم والشورى فإذا اطلق فمراده القصر والتوسط فيهما وإن أراد غير ذلك نص عليه

قوله يلهث اركب ادغم يريد قوله تعالى يلهث ذلك في سورة الأعراف أية 176 اركب معنا في سورة هود آية 42 فإذا أطلق هاتين الكلمتين فمراده الإدغام فقط


ضعف افتح اتا سلا احذ فرق فخم كادرج صه الصا السين فيهم قدم
بالضد عن كلم وإلا فكطي كلم ففي المطوي وجهان بني


قوله رحمه الله تعالى ضعف افتح يريد قوله تعالى في سورة الروم آية 54 ضعف المجرورة وقد تكررت مرتين وضعفا المنصوبة وقد جاءت مرة واحدة فإذا ذكر كلمة ضعف ولم يقيدها فمراده الفتح في الكلمات الثلاث

قوله رحمه الله تعالى ءاتا سلا احذ أصله ءاتاني وسلاسلا احذف يريد قوله تعالى فما ءاتاني في سورة النمل آية 36 وقوله تعالى سلاسلا في سورة الدهر آية 4 حالة الوقف عليهما فإن أطلق فيما سيأتي من الأبيات ذكر هاتين الكلمتين فمراده حذف الياء من آخر ءاتاني وحذف الألف من آخر سلاسلا وإن أراد غير ذلك نص عليه

قوله رحمه الله فرق فخم يريد قول الله تعالى فكان كل فرق كالطود العظيم في سورة الشعراء آية 63 حالة وصل فرق بما بعدها أو الوقف عليها بالروم فإن أطلق ذكرها فيما سيأتي من الأبيات فمراده التفخيم 

قوله رحمه الله تعالى كادرج صه الصا السين فيهم قدم بالضد عن كلم 

ادرج فعل أمر من الادراج بمعنى الوصل و أراد الشيخ به ترك السكت عي الكلمات الأربع المذكورة سابقا بقوله بل ران راق عوجا مرقدنا

صه اسم فعل أمر بمعنى اسكت وأراد الشيخ به السكت على الكلمات الأربعة السابقة

قوله الصا سين أصله الصاد والسين فحذف للضرورة

وأصل قوله كادرج صه..إلخ الصاد والسين كادرج وصه في الحكم ومعنى هذا الكلام أن هذه الكلمات الأربعة ادرج صه الصاد السين لها حكم واحد وهو إن تقدمت إحداها على الكلمة القرآنية فيكون في بقية أخواتها ضد حكمها فمثلا لو قال صا بمصي معناه أن قوله تعالى بمصيطر بالصاد والكلمات الثلاثة الباقية وهي المصيطرون ويبصط وبصطة في الأعراف بالسين

ولو قال صه ران راق معناه السكت على بل ران و من راق وترك السكت في الكلمتين الأخريين وهما عوجا ومرقدنا

قوله رحمه الله تعالى أي وإن لم تتقدم كلمة من الكلمات الأربعة الماضية ادرج صه الصاد السين على الكلمة القرآنية بأن أتت بعدها فيكون حكم بقية أخواتها كحكم الكلمة المطوي ذكرها

ثم بين حكم الكلمة المطوية الذكر بأن فيها الوجهين قصده من كل تلك الاصطلاحات تقليل الأبيات بقدر الإمكان حتى يسهل حفظها

فمثلا لو قال مصيط صا معناه أن قوله تعالى بمصيطر بالصاد وبقية الكلمات الثلاثة المصيطرون ويبصط وبصطة في الأعراف بالوجهين لأن كلمة الصاد جاءت بعد الكلمة القرآنية

ولو قال مرق ادرج فيكون المعنى أن قوله تعالى مرقدنا بالإدراج وهو ترك السكت وتكون الكلمات الثلاثة الباقية عوجا من راق بل ران بالوجهين لتأخر كلمة ادرج عن الكلمة القرآنية

وقوله بني أصله يابني والقصد منه التودد والتحبب حتى يستأنس الطالب و لا ينفر لصعوبة هذه المصطلحات والأوجه على المبتدئين

قوله رحمه الله

25
فقصر وسط اتا سي المصي صه ضعف ءالا تأم يلهث وسط عي
يا نو سلا اركب ....إلخ

بدأ رحمه الله تعالى من هذا البيت بذكر الأوجه الجائزة في الكلمات الفرشية السابق ذكرها مفرعا ذلك على كل وجه من الأوجه الإحدى والعشرين المتقدمة حتى لا يقع القارئ بخلط الطرق ويأمن التلفيق في تلاوته فالفاء في قوله فقصر للتفريع

والوجه الأول هو القصر في المنفصل مع توسط المتصل بلا غنة ولا تكبير وفهم ذلك من قوله فقصر وسط ويترتب على هذا الوجه التفخيم في فرق وفهم ذلك من قوله فرق حيث أطلقها من القيد كما سبق اصطلاحه عند قوله إطلاق ءالا ابدل... إلخ

ويترتب عليه أيضا حذف ياء ءاتاني وقفا وفهم ذلك من قوله ءاتا واصله ءاتاني فحذف للضرورة

ويترتب على هذا الوجه أيضا السين فقط في قوله تعالى المصيطرون وفهم ذلك من قولى سي المصي كما فهم منه تعين الصاد فقط في الكلمات الثلاثة الباقية بمصيطر و يبصط و بصطة في الأعراف لتقدم السين على الكلمة القرآنية الذي يعني حسب اصطلاحه أن بقية الكلمات فيها ضد المذكور أي أنها تقرأ بالصاد فقط

ويتعين على هذا الوجه أيضا السكت في الكلمات الأربعة وفهم ذلك من قوله صه ولم يقيدها بكلمة معينة من الكلمات الأربعة فانصرفت لها كلها

ويتعين على هذا الوجه الفتح فقط في ضاد ضعف ضعفا وفهم ذلك من إطلاق قوله ضعف

ويتعين على هذا الوجه الإبدال فقط في ءالآن وبابه وفهم ذلك من أطلاق قوله ءالا وأصله ءالآن

ويتعين على هذا الوجه الإشمام فقط من قوله تعالى تأمنا وفهم ذلك من إطلاق قوله تأم وأصله تأمنا

ويتعين الإدغام فقط من قوله تعالى يلهث ذلك وفهم ذلك من إطلاق قوله يلهث

ويتعين التوسط فقط في عين من فاتحتي مريم والشورى وفهم ذلك من قوله وسط عي

ويتعين الإظهار فقط من قوله تعالى يس والقرآن الحكيم و ن والقلم وفهم ذلك من إطلاق قوله يا نو وأصله ياسين ونون

ويتعين حذف ألف سلاسلا وقفا وفهم ذلك من إطلاق قوله سلا وأصله سلاسلا

ويتعين الإدغام فقط من قوله تعالى اركب معنا وفهم ذلك من إطلاق قوله اركب

وقد صرح رحمه الله تعالى في هذا الوجه الذي هو القصر في المنفصل مع توسط المتصل بكل الكلمات الفرشية ولم يطو ذكر شيئ منها لعدم وجود كلمة منها فيها وجهان وقد توسعنا في شرح الكلمات الفرشية المتعلقة بهذا الوجه لأنه الوجه الأول وحتى يقاس ما بعده من الأوجه عليه ولاضطرار الشيخ رحمه الله في هذا البيت وما بعده من الأبيات إلى اختصار عدد الأبيات ما أمكن تسهيلا للحفظ والله الموفق

26 ..... وسطاهما اركب

هذا هو الوجه الثاني وهو التوسط في المدين من غير غنة ولا تكبير ولم يصرح الناظم رحمه الله تعالى فيه إلا بكلمة واحدة وهي اركب ففيها الادغام فقط وطوى ذكر بقية الكلمات فيكون في كل منها الوجهان ويكون في عين القصر والتوسط والطول والله أعلم

خمساهما صه عين قصرها أبي مصيط صا يلهث

هذا هوالوجه الثالث وهو فويق التوسط في المدين ويترتب عليه السكت في الكلمات الأربعة والتوسط والطول فقط في عين ويمتنع فيها القصر لقوله عين قصرها أبي

ويتعين الصاد في قوله بمصيطر ويكون في كل من قوله تعالى المصيطرون و يبصط و بصطة في الأعراف الوجهان وفهم ذلك من تأخر حرف الصاد عن الكلمة القرآنية حسب اصطلاحه عند قوله وإلا فكطي كلم ففي المطوي وجهان بني

ويتعين الإدغام في يلهث

وما طوى ذكره من الكلمات الفرشية في كل منها وجهان

قوله رحمه الله

و...وخاص السكت له صا بمصي يا نو اركب الا اتا اثبته

صه ران راق فرق رقق قصر عي ضعفي سلا تأمنا

هذا هوالوجه الرابع وهو السكت الخاص الذي سبق بيانه ويتعين عليه الصاد في قوله تعالى بمصيطر ويكون في الكلمات الثلاثة الباقية الضد وهو السين

ويتعين الإظهار في يس ون والإدغام في اركب والإبدال في باب ءالآن وإثبات الياء وقفا في ءاتاني وفهم ذلك من قوله ءاتا اثبته

ويتعين على السكت الخاص أيضا السكت على بل ران من راق ويكون في كل من عوجا و مرقدنا الضد وهو الادراج

ويتعين الترقيق في فرق والقصر فقط في عين والفتح في ضعف وضعفا والحذف في سلاسلا وقفا والإشمام في تأمنا وطوى ذكر يلهث فيكون فيها الوجهان والله أعلم

عمم وسط عي

فرق سلاسلا ادرج كال تأمنا المصي بالسين واركب يلهث اضبط مع طي

هذا هو الوجه الخامس وهو السكت العام السابق بيانه وفهم ذلك من قوله عمم ويتعين عليه التوسط فقط في عين والتفخيم في فرق وحذف ألف سلاسلا وقفا والإدراج في الكلمات الأربعة عوجا مرقدنا بل ران ومن راق والإبدال في ءالأن وبابه وهو معنى قوله كال والإشمام فقط في تأمنا والسين فقط في المصيطرون ويكون في الكلمات الثلاثة الباقية الوجهان لتأخر السين عن الكلمة القرآنية

ويتعين الإدغام في كل من اركب و يلهث ويكون في ما سكت عنه من الكلمات الفرشية الوجهان حسب اصطلاحه السابق وأكد هذا بقوله اضبط مع طي أي اضبط ما سبق من الكلمات المذكورة مع طي الباقي من الكلمات ففيها الوجهان و الله أعلم

وقصر وسط الطول فرق تأم عي ءاتان في قصر ومع وسط فطي

يلهث سلا مرق ادرج الا

هذان هما الوجهان السادس والسابع وهما القصر والتوسط في المنفصل كلاهما مع الطول في المتصل من غير غنة ولا تكبير وقد أجراهما الناظم رحمه الله تعالى معا لتوافقهما في الكلمات الفرشية إلا في كلمة ءاتان كما سيأتي

فيتعين على القارئ بأحد هذين الوجهين تفخيم راء فرق والإشمام في تأمنا والقصر والتوسط فقط في عين وإدغام يلهث وحذف ألف سلاسلا والإدراج في مرقدنا ويكون في كل من عوجا وبل ران ومن راق الوجهان لتأخر كلمة ادرج عن الكلمة القرآنية ويتعين الإبدال في ءالآن وبابه

أما ءاتان على وجه القصر في المنفصل مع طول المتصل فياؤها محذوفة وقفا وأما مع وجه التوسط في المنفصل مع طول المتصل ففيها الوجهان وفهم هذا من قوله ءاتان في قصر ومع وسط فطي ويكون في كل من الكلمات المطوي ذكرها الوجهان والله أعلم

ثلث ال ـفصل سلا الا تأم يا نو اركب تصل

فرق ويلهث ضعفي الصا بمصي عي مرقد ادرج ما تبقى فهو طي

هذا هو الوجه الثامن وهو فويق القصر في المنفصل مع طول المتصل بلا غنة ولا تكبير وفهم هذا من قوله ثلث الفصل إذ من المعلوم أن فويق القصر في المنفصل يتعين عليه الطول في المنفصل لذا لم يصرح به الناظم وتركه لفهم القارئ 

ويتعين على هذا الوجه حذف ألف سلاسلا وقف والإبدال في ءالآن وبابه والإشمام في تأمنا والإظهار في يس ونون والإدغام في اركب ويلهث وتفخيم فرق وفتح ضاد ضعف وضعفا والصاد فقط في بمصيطر وتكون الكلمات الثلاثة الباقية بالضد وهو السين ويتعين القصر والتوسط فقط في عين والإدراج في مرقدنا ويكون في الكلمات الثلاثة الباقية الوجهان لتأخر كلمة ادرج عن الكلمة القرآنية

وما بقي من الكلمات الفرشية التي لم تذكر في الأبيات ففيها الوجهان كما تقدم في اصطلاحه السابق وأكده بقوله ما تبقى فهو طي والله أعلم

وخمس طول فرق اركب المصي سي يلهث ادرج تأم ءال سلا اتا عي

هذا هو الوجه التاسع وهو فويق التوسط في المنفصل مع طول المتصل من غير غنة ولا تكبير ويتعين عليه تفخيم فرق والإدغام في اركب ويلهث والسين فقط في المصيطرون ويكون في الكلمات الثلاثة الباقية الوجهان لتأخر كلمة سين عن الكلمة القرآنية ويتعين الادراج في الكلمات الأربعة والإشمام في تأمنا والإبدال في ءالآن وبابه وحذف ألف سلاسلا وياء ءاتان وقفا ويتعين القصر والتوسط فقط في عين وفي المطوي الوجهان والله أعلم

كبر بقصر فوقءاتا الصا مصي فرق سلا ادرج مرق يلهث قصر عي

تأم اركب الا ضعف يا نو

ذكر رحمه الله تعالى هنا الوجهين العاشر والحادي عشر وهما قصر المنفصل مع طول المتصل مع التكبير والثاني فويق القصر في المنفصل مع طول المتصل مع التكبير وهذا مأخوذ من قوله كبر بقصر فوق وفهم طول المتصل من قوله كبر لأنه قيد التكبير في أول المنظومة بطول المتصل حيث قال

كبرن بالطول مع أربعة الفصل بغن ودونه لا خمس فصل

وفهم فويق القصر في المنفصل من قوله فوق

وجمع رحمه الله تعالى بين ذكر فرشيات هذين الوجهين لاتفاقهما فيها من باب الاختصار فينبغي لمن قرأ بأحد هذين الوجهين أن يحذف ياء ءاتان وقفا ويقرأ بمصيطر بالصاد وتكون الكلمات الثلاثة الباقية بالسين وفهم هذا من تقديم الصاد على الكلمة القرآنية في البيت وتكون فرق بالتفخيم وسلاسلا بالحذف ومرقدنا بالادراج وأما الكلمات الثلاثة الباقية فتكون بالسكت لأنه قدم كلمة ادرج على الكلمة القرآنية حيث قال ادرج مرق وتكون يلهث بالإدغام وءالآن وبابه بالإبدال وضعف ضعفا بالفتح ويس ونون بالإظهار ولا يقرأ شئ من الكلمات الفرشية بالوجهين في أحد هذين الوجهين والله أعلم

كبر بالوسط تأم اتا اركب العين اقصر

يلهث سلاادرج مرق فرق المصي سين مصي صاد كءالا الباقي طي

هذا هوالوجه الثاني عشر وهو التكبير مع توسط المنفصل وطول المتصل وقد بينت في شرح الوجهين السابقين مأخذ طول المتصل من الأبيات ويتعين عليه الإشمام في تأمنا وحذف ياء ءاتان وقف والإدغام في اركب وقصر عين في السورتين وإدغام يلهث وحذف ألف سلاسلا وقفا والإدراج في مرقدنا والسكت في الكلمات الثلاثة الباقية وتفخيم راء فرق والسين في المصيطرون والصاد في بمصيطر أما يبصط وبصطة ففيهما الوجهان لتأخر السين والصاد في البيت عن الكلمتين القرآنييتين

ويتعين على هذا الوجه أيضا الإبدال فيءالآن وبابه أما الكلمات التي لم تذكر ففيها الوجهان وأكد ذلك بقوله الباقي طي

والغن مع فصل بطول كبر او في القصر لا إله إلا الوسط جو

ذكر رحمه الله تعالى هنا أوجه الغنة ومجموعها تسعة فبدأ بثمانية أوجه منها وهي أوجه المنفصل الأربعة مع طول المتصل فهذه أربعة أوجه على التكبير ومثلها على عدم التكبير فالكل ثمانية

فمعنى قوله مع فصل أي مع أوجه المنفصل الأربعة

ومعنى قوله كبر او أي كبر أو لا تكبر

وإذا قرأ القارئ بالغنة مع قصر المنفصل وطول المتصل بالتكبير وعدمه فيجوز له في هذين الوجهين أن يمد للتعظيم لاإله إلا أربع حركات لا على أنه منفصل بل مبالغة في النفي سواء جاء بعد إلا لفظ الجلالة أو أحد الضمائر الثلاثة أنا أنت هو وهو معنى قوله رحمه الله في القصر لا إله إلا الوسط جو أي جوز التوسط في لا إله إلا إذا قرأت بقصر المنفصل وهذا مشروط طبعا بالغنة مع طول المتصل والله أعلم

فيهم نويا ادرج ضعف فرق سلا اثبت ال ـقصر امنع عي تأمنا ءاتاني لا ال

خمس اركب اظهر يلهث السين المصي في الخمس سين

ذكر رحمه الله تعالى فرشيات أوجه الغنة الثمانية معا وهذا معنى قوله فيهم لاتفاقها في أغلب الفرشيات إلا بعض الكلمات في وجهي فويق التوسط في المنفصل مع طول المتصل والغنة بالتكبير وعدمه لذلك استثنى هذين الوجهين بقوله لا الخمس فكل كلمة ذكرها بعد قوله لا الخمس تابعة للأوجه الستة الباقية ثم عاد بعد ذلك فذكر ما يتعلق بهذين الوجهين بقوله في الخمس سين

ولمزيد من الإيضاح نقول يتعين على من قرأ بأحد الأوجه الغنة الثمانية السابقة الإظهار في ن و يس والإدراج في الكلمات الأربعة وفتح ضاد ضعف وضعفا وتفخيم فرق وإثبات ألف سلاسلا وقفا وفهم هذا الأخير من قوله سلا اثبت

ويتعين أيضا التوسط والطول في عين وهو معنى قوله القصر امنع عي أي امنع القصر في عين

ويتعين الإشمام في تأمنا وحذف ياء ءاتان وقفا

هذا كله في الأوجه الثمانية وباستثناء وجهي فويق التوسط في المنفصل مع طول المتصل مع الغنة بالتكبير وعدمه يتعين في الأوجه الستة الباقية الإظهار في اركب والإدغام في يلهث والسين في المصيطرون وتكون الكلمات الثلاثة الباقية بالصاد

وإلى هنا انتهى ما ذكره الناظم رحمه الله تعالى فيما يتعلق بالأوجه الستة الأولى من أوجه الغنة وقد طوى ذكر ءالآن فيكون فيها وفي بابها الوجهان

ثم عاد رحمه الله تعالى لبيان ما يتعلق بالوجهين السابق ذكرهما من فرشيات فقال في الخمس سين أي يتعين على من قرأ بأحد هذين الوجهين بالإضافة إلى ما سبق من فرشيات بدأت بقوله فيهم نو يا ادرج وانتهت بقوله لا الخمس يتعين عليه السين في الكلمات الأربعة وسكت رحمه الله تعالى عن اركب ويلهث وءالآن وبابه فيكون في كل منها الوجهان

خمس مدي قصر عي

صه را را كالا السين في يبصط مصي ثم كست الغن لكن ضعف طي

هذا هو الوجه الحادي والعشرون وهو فويق التوسط في المدين مع الغنة وفهم هذا من قوله خمس مدي

ويتعين على هذا الوجه اقصر فقط في عين والسكت على ران وراق والإدراج في مرقدنا وعوجا وفهم هذا من قوله صه رارا أي اسكت على ران و راق

ويتعين أيضا الإبدال في ءالآن وبابه والسين في ويبصط وبمصيطر أما بصطة في الأعراف والمصيطرون فبالصاد وهذا هو الوجه الوحيد الذي اختلف فيه حكم ويبصط عن بصطة أما بقية الكلمات الفرشية في هذا الوجه فحكمها كحكم أوجه الغنة الستة السابق ذكرها إلا في ضعف وضعفا ففيها الوجهان وفهم هذا من قوله ثم كست الغن لكن ضعف طي أي يتعين على هذا الوجه الإظهار في يس و ن وإثبات ألف سلاسلا وقفا وحذف ياء ءاتان وقفا والتفخيم في فرق والإشمام في تأمنا والإظهار في اركب والإدغام في يلهث

وإلى هنا انتهى ذكر ما يتعلق بالخلاف بين الأوجه الإحدى والعشرين لحفص مفصلا وجها وجها بأخصر عبارة فجزى الله الناظم خيرا وأسكنه فسيح جناته آآمين

وامنع على التكبير أن يكبرا أوائل الختم فلن يكررا

بدأ بذكر ما يتعلق بالتكبير للختم فبين أنه إذا قرئ بالتكبير العام ووصل القارئ إلى سور الختم فلا يكرر التكبير أي لا يكبر مرتين مرة عن التكبير العام ومرة عن التكبير للختم بل تكفي واحدة وقوله أوائل منصوب بنزع الخافض والأصل في أوائل سور الختم

وجائز في الفصل مع طول بغن لآخر

أي يجوز إذا قرأ القارئ بأحد الأوجه الأربعة للمنفصل مع طول المتصل والغنة يجوز له التكبير لأواخر سور الختم ويجوز له تركه

والتكبير للأواخر يكون من آخر الضحى إلى آخر الناس وما يترتب عليه من أوجه القطع والوصل والروم والإشمام مذكور في مطولات هذا الفن ومنها صريح النص فليراجعها هناك من شاء

قوله رحمه الله تعالى

كوسط وصل

أي يجوز في الأوجه التي يكون فيها المتصل أربع حركات التكبير لأواخر سور الختم كأوجه الغنة الأربعة السابق ذكرها

والأوجه التي يقرأ فيها المتصل بالتوسط وجهان فقط هما قصر المنفصل مع توسط المتصل والتوسط في المدين بلا غنة ولا تكبير ولا سكت

قوله رحمه الله 

وامنعن في الخمس والسكت

أي يمتنع التكبير للختم سواء أكان للأوائل أم للأواخر إذا قرئ بفويق التوسط في المنفصل وهذا يكون في ثلاثة أوجه هي فويق التوسط في المدين مع الغنة وعدمها وفويق التوسط في المنفصل مع طول المتصل بلا غنة ولا تكبير ولا يندرج تحت هذا المنع فويق التوسط في المنفصل مع طول المتصل و الغنة بالتكبير العام وبدونه لأنه سبق ذكرهما وبيان ما فيهما من تكبير الختم كما يمتنع تكبير الختم أيضا بنوعيه على السكتين والله أعلم

قوله رحمه الله تعالى

وجوز للأول في الباقي هب لي رب إخلاص العمل

أي يجوز فيما بقى من الأوجه التكبير لأوائل سور الختم وهي ثلاثة أوجه

القصر وفويقه والتوسط في المنفصل ثلاثتها مع طول المتصل بلا غنة و لا تكبير ولا سكت

وبهذا ينتهي ذكر كل ما يتعلق بكلمات الخلاف عن حفص من طريق الطيبة وحيث أن نظم هذه الأوجه ليس بالأمر السهل اليسير مما قد يجعل للنفس حظا فيها سأل الشيخ رحمه الله تعالى ربه أن يرزقه الإخلاص في نظمها وإقرائها وفي كل أعماله فقال هب لي رب إخلاص العمل

قوله رحمه الله تعالى

هم عد في ألف ثلاثمائة خمس وتسعين بصوم تمت

ذكر رحمه الله تعالى في هذا البيت كعادة الناظمين في العلوم الشرعية عدد أبيات منظومته فأخبر أنها خمسة وأربعون بيتا عدد قولك هم بحساب الجمل إذ الهاء بخمسة والميم بأربعين فتلك خمسة وأربعون

وهم فعل أمر من الهيام وهو شدة المحبة والوجد

وقد أتم الناظم رحمه الله تعالى نظم هذا القصيدة الفريدة في شهر رمضان الذي كنى عنه بقوله بصوم سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وألف هجرية

قوله رحمه الله تعالى

وحسن ختمي شكر ما أولاه ذو الفيض لا إله إلا الله

يتجلى في هذا البيت تواضعه رحمه الله تعالى وانسلاخه عن الذات باعتبار أن ما وفق الله له من نظم هذه الأوجه هو محض فضل إلهي أجراه الله تعالى على لسان الشيخ ويده يستوجب منه الشكر ولا يرى لنفسه في ذلك أدنى فضل كعادة أهل الله الذين فهموا وذاقوا معنى قوله تعالى 

وما بكم من نعمة فمن الله النحل 53

نسأل الله أن يكرمنا بما أكرمهم وأن يفهمنا كما فهمهم ويلحقنا بهم على أحسن حال كما نسأله سبحانه أن يتغمد شيخنا الناظم رحمه الله تعالى بواسع رحمته وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

وقد وقع الفراغ من التشرف بشرح هذه المنظومة المباركة بعد الظهر من يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة سبع وأربعمائة وألف هجرية بمنزلي في مدينة جدة المحروسة والحمد لله أول وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خادم القرآن الكريم

أنمن رشدي سويد