الاثنين، 13 فبراير 2012

حكم التجويد

 

بسم الله الرحمن الرحيم
سيكون هذا البحث على هذا الترتيب بحول الله وقوته
1- الأدلة على وجوب تعلم التجويد
- أدلة من القرآن
- أدلة من السنة
- نقل الإجماع
- أدلة عامة

2- من يرون عدم الوجوب
- كلام شيخ الإسلام
- كلام ابن القيم وابن الجوزي
- كلام الشيخ ابن عثيمين

3- من يرون الوجوب
- مذهب المالكية
- مذهب الشافعية
- مذهب الحنابلة
4- الخلاصة

الأدلة على وجوب التجويد
 من الكتاب الكريم:
1-قوله تعالى:
(وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا).
وترتيل القرآن لا يكون بغير تعلم التجويد وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه .

2-قوله تعالى:
(الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ)
.
إذا فهناك من يتلون القرآن حقالتلاوة وهناك من يتلوه دون ذلك.

3-قوله تعالى:
(فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)

4- قوله تعالى:
(إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ *فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ)

و واضح أن القرآن أوحي إلى النبيصلى الله عليه وسلم بلفظه وأحكام تلاوته.
5-قوله تعالى:
(وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)

6-قوله تعالى:
(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ)

7-قولهتعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)

8-قوله تعالى:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا)
9-قوله تعالى:
(مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)

10-قوله تعالى:
(وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)

كل هذه الآيات من كتاب الله تدل دلالة واضحة على أن الله عز وجل أنزل القرآن وبيّن أحكام التلاوة، فهي وحي من الله. ولا يزال عمل القراء من لدن نزوله إلى يومنا هذا على مراعاة هذه الأحكام؛ تلقوها من أفواه المشايخ والعلماء جيلا بعد جيل في أكبر تواتر عرفته الدنيا.

الأدلة من السنة:

1. منها ماثبت

عن موسى بن يزيد الكندي –رضي الله عنه –

قال:

كان ابن مسعود رضي الله عنهيقرئ رجلا فقرأ الرجل " إنما الصدقات للفقراء و المساكين " مرسلة أي مقصورة، فقالابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله.فقال الرجل: و كيف أقرأكها يا أبا عبدالرحمن ؟ قال: أقرأنيها هكذا " إنما الصدقات للفقراء و المساكين " و مدها.

( ذكرهابن الجزري في النشر،و قال: رواه الطبراني في معجمه الكبير و رجال إسناده ثقات.


وحسّنه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (5/279)
و هذا دليل على أن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، و هكذا أنكر ابنمسعود قراءة القصر لأن النبيأقرأه إياها بالمد، فدل ذلك على وجوب تلاوة القرآنتلاوة صحيحة موافقة لأحكامالتجويد.

كلام من يرون عدم الوجوب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية

(ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس منالعلوم عن حقائق القرآن؛ إما بالوسوسة فى خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتهاوالنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك، فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عنفهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق ب "أأنذرتهم" وضم الميم من عليهم،ووصلهابالواو،وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك، وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت) (مجموع الفتاوى) (16/50)
وقال ابن القيم

((فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها، ونحن نذكرما ذكره العلماء بألفاظهم))

قال أبو الفرج بن الجوزي

قد لبس إبليس على بعض المصلين فيمخارج الحروف، فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة،وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب. قال: ولقد رأيت من يخرجبصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف فحسب، وإبليس يخرج هؤلاءبالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة،وكل هذهالوساوس من إبليس.

وقال محمد بن قتيبة 

))وقد كان الناس يقرؤن القرآنبلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولاعلم التكلف، فهفوا في كثير من الحروف، وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عندالعوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين،فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثرتخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره، ثم يؤصل أصلاويخالف إلى غيره بغير علة، ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلبالحيلة الضعيفة، هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المدوالهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام، وحمله المتعلمين على المذهب الصعب،وتعسيره على الأمة ما يسره الله تعالى وتضييقه ما فسحه، ومن العجب أنه يقرىء الناسبهذه المذاهب ويكره الصلاة بها،ففي أي موضع يستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لاتجوز بها، وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه أو ائتم بإمام يقرأ بقراءته أنيعيد. ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث والإمام أحمد بنحنبل،وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقتهم، وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتهاوصعوبتها وطول اختلاف المتعلم إلى المقرىء فيها، فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتابعشرا وفي مائة آية شهرا وفي السبع الطوال حولا، ورأوه عند قراءته مائل الشدقين دارالوريدين راشح الجبين، توهموا أن ذلك لفضله في القراءة وحذقه بها. وليس هكذا كانتقراءة رسول الله ولا خيار السلف ولا التابعين ولا القراء العالمين، بل كانت سهلةرسلة .وقال الخلال في الجامع عن أبي عبدالله إنه قال: لا أحب قراءة فلان يعني هذاالذي أشار إليه ابن قتيبة،وكرهها كراهية شديدة وجعل يعجب من قراءته وقال: لا يعجبنيفإن كان رجل يقبل منك فانهه، وحكى عن ابن المبارك عن الربيع بن أنس أنه نهاه عنها.وقال الفضل بن زياد إن رجلا قال لأبي عبدالله: فما أترك من قراءته؟ قال الإدغاموالكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب، وسأله عبدالله ابنه عنها فقال: أكره الكسرالشديد والإضجاع، وقال في موضع آخر: إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به،وسأله الحسن بن محمد بن الحارث؛ أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة؟ قال أكرهه أشدكراهة، إنما هي قراءة محدثة. وكرهها كرها شديدا حتى غضب. وروى عنه ابن سنيد أنه سئل عنهافقال: أكرهها أشد الكراهة. قيل له:ما تكره منها ؟قال: هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد. وروى جعفر بن محمد عنه أنه سئل عنها فكرهها وقال: كرهها ابن إدريس، وأراه قال:وعبدالرحمن بن مهدي، وقال: ما أدري إيش هذه القراءة، ثم قال: وقراءتهم ليست تشبه كلامالعرب. وقال عبدالرحمن بن مهدي لو صليت خلف من يقرأ بها لأعدت الصلاة)) إغاثةاللهفان (1\160)

فتوى الشيخ ابن عثيميين رحمه الله 

سئل الشيخ –رحمه الله تعالى – ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به؟ وهلصحيح ما يذكر عن فضيلتكم حفظكم الله تعالى – من الوقوف بالتاء في نحو (الصلاة – الزكاة) ؟
فأجاب قائلاً:
لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتبالتجويد، وإنما أرى أنها من تحسين القراءة، وباب التحسين غير باب الإلزام، وقد ثبت فيصحيح البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنهما – أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلىالله عليه وسلم ؟ فقال: كانت مداً ؛قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله، ويمدبالرحمن، ويمد بالرحيم، والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده، والنص عليه هنا يدل علىأنه فوق الطبيعي.
ولو قيل بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويدواجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: طبقأحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك.
وليعلم أن القولبالوجوب يحتاج إلى دليل نبرأ به الذمة أمام الله عز وجل في إلزام عباده بما لادليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو إجماعالمسلمين، وقد ذكر شيخنا عبدالرحمن بن سعدي – رحمه الله – في جواب له أن التجويد حسبالقواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب.
وقد أطلعت على كلام لشيخ الإسلام ابنتيمية رحمه الله حول حكم التجويد قال فيه ص 50مجلد 16 من مجموع ابن قاسم للفتاوى: " و لا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة فيخروج حروفه وترقيمها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغيرذلك،فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق ب "أأنذرتهم" وضم الميم من "عليهم" ووصلها بالواو، وكسر الهاء أو ضمها، ونحو ذلك
وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت " ا 0 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق