الاثنين، 12 مارس 2012

هل لمراتب الإخفاء أثر صوتي عند القراءة

هل لمراتب الإخفاء أثر صوتي عند القراءة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
ذكر العلماء  لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند حروفها مراتبا ، ومبناها تفاوت حروف الإخفاء في القرب والبعد ، وهذا ما أشار إليه الداني  حيث قال : " إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن ، فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه " النشر 2/24 .

وقال عبد الوهاب القرطبي  :" إن حروف الإخفاء أيضا ترتبت في التوسط ، فكان فيها أقرب وأبعد ، فكان الإخفاء في الأقرب أكثر منه في الأبعد " . الموضح 117 .
وقال علي القاري : " ثم إن الإخفاء يأتي على مراتب ، فكل ما هو أقرب يكون الإخفاء فيه أزيد ، وما قرب إلى البعد يكون الإخفاء كذلك " المنح الفكرية 161 .
ولما كان لحروف الإخفاء ثلاث مراتب من حيث قربها من النون وبعدها عنها جعلوا الإخفاء على ثلاث مراتب أعلاها عند الطاء والدال والتاء ، وأقلها عند القاف والكاف ، وأوسطها عند بقية الحروف . 
فهل لهذه المراتب أثر صوتي ظاهر ؟ 
أغلب من أشار إلى مراتب الإخفاء من المتقدمين لم يذكر ما الأثر الصوتي المترتب على ذلك سوى ما ذكره الملا علي القاري  حيث قال : " وتظهر فائدته في تفاوت التشديد ، وتفاوت الغنة " المنح الفكرية 161
وعلق المرعشي  على ذلك فقال : " قوله : ( في تفاوت الغنة ) يعني أن كون النون أزيد وغير لأزيد لا يظهر فائدته في نفس النون ؛ لأنها معدومة في جميع المراتب ، ولا تمايز في الإعدام ، ففائدة هذه المراتب إنما في الأثر الباقي من النون وهي الغنة " بيان جهد المقل 160 .
وقال أيضا : " وبالجملة إن مراتب الإخفاء ثلاث ، فإخفاؤهما عند الحروف الثلاثة الأول أزيد ، وغنتهما الباقية قليلة ، بمعنى أن زمان امتداد الغنة قصير ، وإخفاؤهما عند القاف والكاف أقل وغنتهما الباقية كثيرة بمعنى أن زمان امتدادهما طويل ، وإخفاؤهما عند بواقي الأحرف متوسط ، فزمان غنتهما متوسط ، ولم أر في مؤلف تقدير امتداد الغنة في هذه المراتب " جهد المقل 160 .
وقال في حاشيته : " ولو قلنا : إن أعلاها قدر ألف ، وأدناها قدر ثلث ألف ، وأوسطها قدر ثلثي ألف لأصبنا الحق أو قربنا منه ، والله أعلم " بيان جهد المقل 160 .
وهذا ما انفرد به المرعشي  ورده جل من نقل عنه ، قال محمد مكي نصر : " والذي نقلناه عن مشايخنا وعن العلماء والمؤلفين في فن التجويد المتقنين أن الغنة لا تزيد ولا تنقص عن مقدار حركتين كالمد الطبيعي ؛ لن التلفظ بالغنة الظاهرة يحتاج إلى تراخي لما ذكره في التمهيد أن الغنة في النون والتنوين أشبهت المد في الواو والياء لكن ينبغي التحذير من التراخي " نهاية القول المفيد 137 .
وقال الشيخ المرصفي  :" وأما الغنة في الإخفاء في جميع أحواله السابقة فلا تفاوت فيها على التحقيق فهي لا تزيد ولا تنقص عن مقدار حركتين كالمد الطبيعي " هداية القاري173 .
فاتضح لنا مما سبق أن مراتب الإخفاء ليس لها اثر صوتي في طول زمان الغنة وقصره ، فهل تؤثر في كيفية النطق ، بمعنى أن تكون النون مشوبة بصوت الحرف الواقع بعدها حسب القرب والبعد ؟ 
أشار بعض المصنفين إلى الفائدة المترتبة على ذلك غير أنهم لم يوضحوا ماهية التغير الصوتي .
قال محمد مكي نصر :" ثم اعلم أن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب، وذلك حسب بعد الحرف منهما وقربه ، ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض " نهاية القول المفيد 136.
وقال الإمام الضباع  : " واعلم أن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب، وذلك على حسب بعد الحرف منهما وقربه " منحة ذي الجلال 143 .
فأنت ترى أن مع ذكرهم ما ترتب على هذه المراتب غير أنهم لم يوضحوا كيفية النطق الصوتي لها سوى ما ذكره مكي نصر : " ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض " .
لكن المتأمل الآن والمستمع لمشاهير القراء يجد لهذا الكلام صدى ؛ حيث أنك تسمع الغنة عند القاف والكاف مقرونة بصوتيهما بمعنى أن المخرج ينغلق فيهما مع الغنة ، وتساوت بقية الأحرف في النطق .
لكن المرعشي  بعد أن ذكر مراتب الإخفاء وبين الفائدة المترتبة عليها حذر من هذا النطق حيث قال :" ثم اعلم أن زمان الغنة لما كان طويلا عند القاف والكاف يخشى إحداث كاف صماء ، والكاف الصماء على ما في النشر كاف ليس فيها شدة ولا همس . قلت : والكاف الصماء إذا قارنت الغنة تكون كا يقال في لسان الترك لألف من العدد: (بك) فليحذر القارئ من لإطباق أقصى اللسان لإلى الحنك عند التلفظ بالغنة قبل القاف والكاف " جهد المقل 160،161 .
والذي حذر منه المرعشي هو المقروء به الآن ، وهو الذي قرأنا به على مشايخنا ، بل كانوا يعدون افتراق أقصى اللسان عن الحنك الأعلى عند إخفاء القاف والكاف على نحو ما أراد المرعشي من اللحن .
وبتدقيق النظر يظهر أن الذي ذهب إليه المرعشي هو الموافق لاصطلاح الإخفاء ؛ لأن انغلاق المخرج حال الإخفاء عند القاف والكاف يجعلهما إلى الإدغام الناقص أقرب ، فصوت الغنة عند الإدغام في الواو والياء في نحو :" من يومهم "و"من ورائهم " عبارة عن غنة ممزوجة بصوتيهما ، وهو كذلك حال انغلاق المخرج عند القاف والكاف على النحو المقروء به الآن فتجد أن صوت الغنة في :" من كان " و"من قبل " عبارة عن غنة ممزوجة بصوتيهما ، ولا يصدق على هذا النطق في الإخفاء قول العلماء إن الإخفاء يكون عند غيره لا في غيره ، لأنه بهذه الكيفية يكون في غيره لا عند غيره أو بعبارة أوضح يكون إدغاما ناقصا . لأن غنة الإخفاء تكون مستقلة في النطق عن الحرف التالي لها بخلاف الإدغام ، فتجد أن صوت الغنة في" الإنسان " عبارة عن غنة مستقلة غير مشربة أو ممزوجة بالحرف التالي لها ، وصوت الغنة عند الياء الواو في نحو " من يومهم " عبارة عن غنة ممزوجة بصوت الواو أو العكس ، وعليه فنطق الإخفاء عند القاف والكاف بانغلاق المخرج عبارة عن إدغام ناقص ، وذلك خلافا لما ذكروه من أن الإخفاء عندهما يكون قريبا من الإظهار .
وأحسب أن مراتب الإخفاء ليس لها أثر صوتي ظاهر كما أشار محمد مكي نصر ، وإن وضعنا في الاعتبار كلام العلماء بأنه يكون تارة قريب من الإدغام وتارة يكون قريبا من الإظهار كان حقيقة النطق أن يقرع طرف اللسان مخرج الطاء والدال والتاء عند الإخفاء ، وهو بذلك يكون شبيها بالإدغام ، وأن يتجافى أقصى اللسان عند إخفاء القاف والكاف ، ويتهيأ اللسان أو يقترب من مخارج الحروف المتبقية ، وهذا مخالف لما قرأنا به ، والله أعلم

 للإخفاء مراتب مختلفة ومتفاوته في القوة بحسب قرب حروف الاخفاء من النون الساكنه او التنوين فكلما قربت النون من حروف الاخفاء كان اخفاؤها اقوى من غيره 
وهي على ثلاث مراتب
عند القاف والكاف يكونان قريبين من الاظهار يختلف عن الإخفاء عند الدال والتاء والطاء

أولا أود أن أوضح أن النطق الصحيح للإخفاء عند القاف والكاف يكون بغلق مخرجيهما مع الأخفاء ، وهذا مسموع عند القراء المتقنيين.
ثانيا : أردت في هذا الموضوع أن أقول هل كلام العلماء بأن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب، وذلك على حسب بعد الحرف منهما وقربه ، منطبق على ما نقرأ به الآن ؟
أريد أن أوضح حقيقة صوت الإدغام ، فالصوت الواقع بعد النون من قوله : " من يومهم " عبارة عن ياء ممزوجة بغنة .وهذا أمر واضح لا خلف فيه .
طيب الإخفاء عند القاف والكاف هل هو شبيه بالإظهار كما قال العلماء أم شبيه بالإدغام .
الظاهر أنه شبيه بالإدغام ، لماذا ؟ لأن انغلاق المخرج عند إخفاء القاف والكاف في نحو : " من قال " و :" من كان " يجعل ي الصوت الواقع بعد النون عبارة عن قاف ممزوجة بغنة ، وكاف ممزوجة بغنة إذن هو شبيه بالإدغام الناقص لا الإظهار كما قال العلماء ، وهذا ما أردت أن أوصله .
طيب لو أردنا تطبيق قول العلماء بأن الإخفاء عند الطاء والدال والتاء قريب من الإدغام أيس المقتضى أن يكون الصوت الواقع بعد النون من قوله ( من طين ، ومن تاب ، أندادا ) عبارة عن غنة مشربة بصوت هذه الأحرف ، وليس هذا موجود .

لن أفصل بأكثر من ذلك .

وشاكر لكم المداخلة القيمة .
والسلام عليكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

اسمح لي أخي الفاضل أحمد بهذه المداخلة تعقيباً على سؤالك...
والتي هي مجرد تحليل ورأي حسب فهمي القاصر..وحسب ما تلقيت...
السؤال هو/هل لمراتب الإخفاء أثر صوتي عند القراءة...؟
إجابتي/ - نعم - أي خلاف ما ذكرت...فلا بد من الإختلاف-
خالف تعرف-
أخي الفاضل أحمد 
أنا في بداية الأمر لم أعرف مقصدك من الأثر الصوتي..لأن القليل من أظن أنه نوه إلى ذلك..ولكن بمتابعة توضيحك فهمت مقصدك...والذي أختلف معه في عدة محاور...
وفي اعتقادي أنه ...هو أيضاً موضع خلاف عند القراء..فكل له طريقته...خاصة عند حرفي القاف والكاف... 
قبل الشروع في انتقاد المحاور المفصلية...
أود أن أوضح أمراً معيناً...تلقيته...من قراء بلدتي...سيكون مُعيناً على فهم مقصدي...وشرحي...وتبريري...للانتقاد...
وهــــــــــو...
أن حروف الإخفاء 15 حرفاً ...ولكل حرفٍ من حروف الإخفاء صوت غنة يختص بها...
أي هناك 15 صوتاً للغنة في حروف الإخفاء الحقيقي

لمـــــــــــاذا...؟؟
لأن كل حرف له مخرجه الخاص به...
وبناء عليه ينتج صوت غنة حرف الإخفاء...بتهيؤ اللسان والفم...عند مخرج حرف الإخفاء من دون تلامس أو إلصاق....هذا عند غالبية حروف الإخفاء...والقاف والكاف لها تفصيل...وبناء على ذلك ينتج تفاوت غنة الإخفاء بين التفخيم والترقيق...مثل- من سبيل و من طين-لهذا قلت أن الموضوع يحوم حول حمى قرينه..
وأيضاً ينتج عنه تفاوت مراتب الإخفاء من حيث قربها للإظهار- ق ، ك - والإدغام في - د ، ت ، ط- والبينية في باقي الحروف..
أما قــــــــــــولك..
أود أن أوضح أن النطق الصحيح للإخفاء عند القاف والكاف يكون بغلق مخرجيهما مع الأخفاء ، وهذا مسموع عند القراء المتقنيين.
هذا صحيح...عند 
غالب القراء..

واما قـــــــــــــــــــــــولك...
أن انغلاق المخرج عند إخفاء القاف والكاف في نحو : " من قال " و :" من كان " يجعل ي الصوت الواقع بعد النون عبارة عن قاف ممزوجة بغنة ، وكاف ممزوجة بغنة إذن هو شبيه بالإدغام الناقص لا الإظهار كما قال العلماء ، وهذا ما أردت أن أوصله .
فهذه النقطة 
الجوهرية التي أختلف بها معك...
ببساطة...
كان قصدك أن الإخفاء عند القاف والكاف...بنطق معظم قرائنا هو أقرب إلى الإدغام الناقص وليس إلى الإظهار...وقد عللت ذلك..
أخي أحمــــــد... 
هناك فرق واضح وجوهري عند مقارنتنا الإدغام بالإخفاء...وهـــــــو أن الإدغـــــــــــام/إدخال حرف في حرف مثله، بحيث يصيران حرفاً مشدداً..
فهــــــــــل عندما نطقنا الإخفاء عند القاف والكاف...حصل التشديد...!!..طبعاً مستحيل..وإلا سيكون بالفعل إدغام...
طيب كيف يكون إخفاء القاف والكاف قريباً للإظهار وكيف يكون إنغلاق و إلتصاق أقصى اللسان بالحنك العظمي أو اللحمي...؟

هنا يجب التنويه الهــــــــــــــــــــــام...
إلى أن الإنغلاق 
لا يكون إنغلاقاً تاماً...وإلا لما خرج صوت الغنة الخاص بالحرفين...والله أعلم
أما قــــــــــــــــــــــولك..
طيب لو أردنا تطبيق قول العلماء بأن الإخفاء عند الطاء والدال والتاء قريب من الإدغام أيس المقتضى أن يكون الصوت الواقع بعد النون من قوله ( من طين ، ومن تاب ، أندادا ) عبارة عن غنة مشربة بصوت هذه الأحرف ، وليس هذا موجود .
كيف غير موجود يعني أخي أحمد هل صوت غنة الإخفاء عند التاء مثل الطاء...طبعاً يختلف
من ناحية التفخيم والترقيق...ومن حيث صوت الغنة الخاصة بكل حرف إخفاء كما نوهت سابقاً...وذلك بتهيئة اللسان عند مخرج الحرف المخفى بدون قرع او تصادم مدة حركتي الغنة...ثم يتم بعدها القرع والتصادم ونطق الحرف...


هذا والله أعلى وأعلم 


بوركت أخي أحمد وتقبل مروري ورأيي
أن حروف الإخفاء 15 حرفاً ...ولكل حرفٍ من حروف الإخفاء صوت غنة يختص بها...
أي هناك 15 صوتاً للغنة في حروف الإخفاء الحقيقي

ممكن توضيح أكر لكلامك السابق أستاذ محمد فالحرف المخفي هو النون
وغنة الاخفاء حسب علمي القليل لا تتاثر الا بتفخيم أو ترقيق فقط
نعم أختي...
هناك 15 صوت غنة كل صوت يختص بحرف من حروف الإخفاء...
يعني...صوت غنة حرف التاء يختلف عن صوت غنة حرف الدال وأنا تعمدت ذكر هذين الحرفين...بسب مخرجهما...
أي...أن صوت الغنة تتأثر بالإضافة إلى تفخيم وترقيق الحرف أيضاً تتأثر بمخرج الحرف المخفى....كيف تابعي ردي على أخي أحمد...إن شاء الله...


بوركت مشرفتنا
بارك الله فيكم أختنا نور مشرق ، ورفع قدركم وقدر أستاذتكم ، وكثر من أمثالكم .أما لماذا قال العلماء إن الإخفاء عند القاف والكاف شبيه بالإظهار ، وعند الطاء والدال والتاء شبيه بالإدغام مع أن النطق مخالف لذلك ، فقد ذكرت الأخت الأترجة_في حواري معها في هذا الموضوع_ تعليلا جيدا ، وقد أحيلكم إلى الرابط في نهاية المشاركة .أما مراتب الإظهار فلم أر في كتب المتقدمين من أشار إليها ، ولعل سبب ذلك عدم وجود أثر صوتي ظاهر ، فالإظهار في (من آمن ) نفسه في ( من عمل ) نفسه ( من غل ) فالنون في الثلاث مراتب طوتها واحد .الأخ محمد أبو سالم ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .بارك الله فيك ، وجزاك الله خير .أولا أعتذر عن فهمي الخاطئ لكلامكم .ثانيا نتناول ما تفضلت به :قولي : وأحسب أن مراتب الإخفاء ليس لها أثر صوتي . . .. أتكلم عن تحليل المسألة علميا ، وإلا فالذي تلقيناه عن مشايخنا خلاف ذلك .قولكم : " أن حروف الإخفاء 15 حرفا ولكل حرف من حروف الإخفاء صوت غنة يختص بها . .. . ."فأختلف معك في ذلك ، لماذا ؟ لأن غنة الإخفاء مستقلة بذاتها عن الحرف التالي له ، ولا تتأثر بصوتها إلا بتركيب مخرج النون عليها ، وهو ما ذكره بعض العلماء وهو خلاف الصواب أيضا .أما التهيئة التي ذكرتها فلا يتأثر صوت الغنة بها ، والدليل على ذلك. . . الإخفاء عند حرفين يخرجان من مخرج واحد كيف يتميز الصوت بينهما ، وكلاهما من مخرج واحد .يعني لو قرأنا ( أنـ. . . .) هل هي (أنتم ) أم (أندادا ) فتهيئة اللسان لا يمكن أن نفرق بها ذلك .والصواب_من وجهة نظري _ أننا لا يمكن معرفة الحرف الواقع بعد غنة الإخفاء إلا في حالات قليلة يتميز بها ذلك كتفخيم الغنة وترقيقها .حتى في حال تفخيم الغنة في الحرفين لا نستطيع التمييز ، في نحو ( منـ .. . ) هل هي ( منضود ) أم ( منصورا ) .وبالطبع لا ننسى أن ذلك غير موجود مع القاف والكاف ، لأن انغلاق المخرج يبين لنا الصوت الواقع بعد النون .أما النقطة الجوهرية التي اختلفت معي فيها ، وتعليلك بعدم وجود تشديد ، فأرجوا منك أن تتأمل كلامي جيدا ، فأنا قلت : أقرب إلى الإدغام الناقص ، لا الإدغام التام ، والإدغام الناقص ليس فيه تشديد كما لا يخفى عليك ، وبذلك انتفى تعليلك أخي الكريم .ثانيا أنا أتكلم عن ماهية الصوت الواقع بعد النون في كليهما ، فما الفرق بين الصوت الواقع بعد النون في ( من يومهم ) و( من قبلهم ) ، الأول ياء ممزوجة بغنة ، والثاني قاف ممزوجة بغنة ، إذن لا فرق بين الإخفاء عند هذين الحرفين وبين الإدغام الناقص .أما منعك الانغلاق التام بتعليل خروج الغنة فلا أراه ، فالغنة لها مخرج مستقل ، وعند انغلاق مخرج القاف والكاف يتسرب صوت الغنة من الخيشوم ، فصوت الغنة لا يخرج من الفم حتى نفسح لها مجالا . وهذه النقطة التي نوه بها الدكتور أيمن سويد في الكلام عن اختلاف مراتب الغنة ، بمعنى أنه في كلا الأمرين (من قبل ) و( إن قيل ) مخرج القاف ينغلق وتخرج الغنة من الخيشوم ، فمن أين يأتي الفرق ، وأعتذر إن كنت ذكرت ذلك .قولكم :" كيف يكون غير موجود . .. هل غنة الإخفاء عند التاء مثل الطاء طبعا يختلف .بارك الله فيك ، أنا لا أتكلم عن تفخيم الغنة وترقيقها ، أوضح لك كلامي .قال العلماء : إن الإخفاء عند هذه الأحرف( الطاء ، الدال والتاء ) قريب من الإدغام .فهل هذا موجود .نعود لتوضيح صوت الإدغام ، الصوت الواقع بعد النون في ( من ورائهم ) و (من يومهم ) عبارة عن واو وياء ممزوجة بالغنة ، طيب لو أردنا تطبيق هذا على الإخفاء عند الطاء والدال والتاء لقول العلماء أن الإخفاء عندها قريب من الإدغام، كان المقتضى أن يكون الصوت الواقع بعد ( من طين ) و(من تحتهم ) و( من دابة ) عبارة عن طاء وتاء ودال ممزوجة بغنة وهذا غير موجود ، أليس كذلك ، إذن نطقنا الآن مخالف لوصف العلماء .وسأحيلك إلى رابط أنت وأختنا نور مشرق ، تناولنا فيه كل دقيقة في هذا الموضوع فقرأه على مهل .بارك الله فيك ، وشاكر لك مروركم الكريم .والسلام عليكم .



بسم الله الرحمن الرحيم...
والصلاة والسلام على أشرف خلق اللهوبعد

حياك الله أخي أحمد
...
وللعلم أنا تصفحت حوارك مع الاخت الأترجة ...لكن صراحة لم يسعفني الوقت لقرائته كله...فقد كان حواراً مطولاً...
وكانت هناك بعض الردود الموافقة لي...سأقتبس بعضاً منها...وأضيف عليها...

أولاً قولك...أن غنة الإخفاء مستقلة بذاتها عن الحرف التالي له ، ولا تتأثر بصوتها إلا بتركيب مخرج النون عليها ، وهو ما ذكره بعض العلماء وهو خلاف الصواب أيضا .أما التهيئة التي ذكرتها فلا يتأثر صوت الغنة بها ، والدليل على ذلك. . . الإخفاء عند حرفين يخرجان من مخرج واحد كيف يتميز الصوت بينهما ، وكلاهما من مخرج واحد .يعني لو قرأنا ( أنـ. . . .) هل هي (أنتم ) أم (أندادا ) فتهيئة اللسان لا يمكن أن نفرق بها ذلك...

لا أنكر طبعاً أن صفة الغنة لها مخرجها الخاص...والمستقل...ولكن...الصوت....صوتها يتأثر بتفخيمها وترقيقا وهذا ما تقره...وأيضاً تتأثر بتهيئة اللسان أو عضوي النطق عند مخرج الحرف المخفى...كيف....؟
أولاً..إن كانت الغنة لا تتأثر بصوتها إلا بتركيب مخرج النون عليها...فمن البديهي أن تتأثر بتركيب مخرج آخر ولكن قلت عند حروف الإخفاء يكون بتهيئه الرحف عند مخرجه دون التصادم أو القرع إلا بعد حركتي الغنة...ثانيا...
أن الغنة لها مخرجها المستقل لكن عند النطق بصوتها يكون هناك جزء مكمل لها وهو الجزء الفموي..الذي يؤثر على صوتها...كما أشار بعض العلماء في حرفي الميم والنون...باشترك الحرفين في مخرجين سمي المخرج الفموي -الجزء المكمَّلوالجزء الخيشومي- الجزء المكمِّل-...وعليه تقاس غنة الإخفاء....لهذا قلت أن الانغلاق لايكون تاماً عند القاف والكاف... انتهى

أما قـــــــــــــــــــــــولك..
فأنا قلت : أقرب إلى الإدغام الناقص ، لا الإدغام التام ، والإدغام الناقص ليس فيه تشديد كما لا يخفى عليك ، وبذلك انتفى تعليلك أخي الكريم...


الله يرضى عنك ياشيخ أحمد كيف لا يوجد تشديد في الإدغام الناقص...عُرّي التشديد عن الناقص ليستدل على نقصانه...وسبب نقصانه كما تعلم هو ذهاب ذات الحرف وهو النون و بقاء صفتة وهي الغنة...وإلا فالحرف مشدد فعيلاً- نطقاً-....معرّى عن التشديد -رسماً-...مثال نقول- ميّعمل-لفظاً.... انتهى

أخيراً...قـــــــــــــــــــــولك..
إن الإخفاء عند هذه الأحرف( الطاء ، الدال والتاء ) قريب من الإدغام .فهل هذا موجود .نعود لتوضيح صوت الإدغام ، الصوت الواقع بعد النون في ( من ورائهم ) و (من يومهم ) عبارة عن واو وياء ممزوجة بالغنة ، طيب لو أردنا تطبيق هذا على الإخفاء عند الطاء والدال والتاء لقول العلماء أن الإخفاء عندها قريب من الإدغام، كان المقتضى أن يكون الصوت الواقع بعد ( من طين ) و(من تحتهم ) ومن دابة ) عبارة عن طاء وتاء ودال ممزوجة بغنة وهذا غير موجود ..أخي أحمد..أولاً...وصفت الدال والتاء والطاء ...بأنها الأقرب من الإدغام...لقربها من مخرج حرف النون والذي يجعل الغنة للنون أكثر وضوحا...ثانياً...أود ان أقول نقطه هامة للجميع.ويمكن غفلت عنها أخي..في المخارج...وهذا رد لأختي نور مشرق...
يا إخوان كل حرف من حروف الهجاء له مخرج مستقل فعلياً,,,لكن...لقرب بعض الحروف من بعضها قرباً شديداً...جعلوا لها مخرج واحد...مثل الدال والتاء والطاء...والثاء والذال والظاء...يعني الخلاصة...حتى وإن قرب المخرج...يمكن التمييز من خلال الغنة من هو الحرف المخفي الآتي,,,حتى لو كان التاء والدال...بمهارة المتقنين....انتهى وبالله التوفيق...
والله أعلى وأعلم...


بوركت أخي أحمد ...
صوت الغنة يتأثر بالتفخيم والترقيق فقط
لأن التفخيم ينتج عن أمرين:
* ضغط الصوت إلى الحنك الأعلى
* تضيُّق في الحلق ناتج عن تأخر لسان المزمار
فهذا الأمر الثاني يؤثر في الصوت الفموي وفي الصوت الخيشومي 
لأن الصوت يمر على لسان المزمار قبل أن يمر إلى المنطقة التي ينقسم فيها المجرى التنفسي إلى قسمين قسم يفتح في الفم وقسم يفتح في الخيشوم
وأما الصوت الفموي فهو لا يؤثر في الصوت الخيشومي؛ لاستقلال كل منهما عن الآخر, وإنما يمتزج صوتاهما عند خروجهما

حروف الإخفاء 15 كما هو معلوم
13 منها ينطبق عليها ما ذكرناه آنفاً
أما القاف والكاف فالذي تلقيناه عن شيوخنا ونرى عليه الكثير من القراء الكبار هو الإغلاق الكامل
وقد دققت جيداً في تلاوات الكثير منهم فوجدتُهم يغلقون المخرج تماماً
ولكن في نفس الوقت نجد أن ثمة صوتاً للكاف والقاف يقرع السمع
هذا الصوت هو ناتج من الرنين الذي يحدث عند مخرج القاف والكاف بسبب تخلخل الصوت في ذلك المكان
ولكن لا أدري هل هو يرتد صداه إلى الخلف ويخرج من الخيشوم
أم أنه يبقى في مكانه ويُسمَع من مكانه
أنا أحتار بين هل أن كلا الأمرين يحدث؟ أم أمه الأمر الثاني فقط؟
لكنني لستُ متأكداً من ذلك

بارك الله فيك أخي محمد ، مادمت قد اطلعت على حواري مع الأخت الأترجة فلا داعي لمعاودة النقاش في مسائل نوقشت هناك ، لذا سيكون التركيز على ما لم يذكر .قولي : " لا تتأثر إلا بتركيب مخرج النون عليها " أقصد على حروف الإخفاء وليس على مخرج النون . لكن التهيئة لا تؤثر في صوت الغنة ، فقد أسلفتُ أنه لا يمكن التعرف على الحرف الواقع بعد النون في نحو (أنـ. . .) هل هو ( أنتم ) أم ( أندادا ) ، ولن نستطيع تمييز ذلك إلا بقرع طرف اللسان وقت خروج الغنة لمخرج هذين الحرفين ، وهذا غير موجود ونحن متفقون على ذلك .أما كلامكم عن تأثر صوت الغنة بالجزء الفموي قياسا على حرفي النون والميم فقياس غير صحيح ، لماذا ؟يا سيدي . . .الغنة لا تتأثر بالجزء الفموي إلا إذا انغلق هذا المخرج الفموي متزامنا مع خروج الغنة من الخيشوم ، كما هو موجود في الإخفاء عند القاف والكاف ، وكذلك عند مخرجي النون والميم ، أما إن لم يتزامن هذا الانغلاق مع خروج الغنة بأن أتى بعد انتهاء الحركتين كما تفضلتَ فلن يتأثر صوت الغنة بذلك .والله يرضى عليك يا شيخ محمد ، كلامكم عن وجود التشديد صحيح ، وهذه الحجة التي احتج بها ابن الجزري في الرد على من قال إن الإدغام عند الياء والواو في الحقيقة إخفاء وليس إدغاما .ولكن هذا الفرق بين الإخفاء والإدغام الناقص غير ظاهر صوتيا ، والفرق الصوتي الوحيد الظاهر هو امتزاج غنة الإدغام الناقص بالحرف التالي لها ، واستقلال غنة الإخفاء عن الحرف التالي لها .ولذا قلتُ إن الإخفاء عند القاف والكاف شبيه بالإدغام ، لماذا؟ لأن الغنة عند إخفاء هذين الحرفين ممزوجة بصوتيهما ، وكذلك في الإدغام عند الياء والواو ، ولم أر تعليقك على ذلك .هل هو شبيه بالإدغام الناقص أم بالإظهار كما قال العلماء ؟يا أخي الكريم الحروف المتحدة في المخرج مايز بينها الصفات ، فلم يُفرق بين التاء والدال إلا بهمس الأول وجهر الثاني ، ولا يمكن أن تتأثر الغنة أو صوتها بذلك ، ولا فرق في صوت الغنة عند ( أنتم ) و( أندادا ) وليس الأمر متعلقا بالمهارة أو الإتقان ، هذا أمر واضح جلي لا يختلف عليه اثنان ، ائتني بمقطع صوتي لأي قارئ من القراء وبين لي هذا الاختلاف الصوتي بين أنتم ، وأندادا . والخلاصة عندي أن صوت غنة الإخفاء لا يتأثر إلا بالتفخيم والترقيق ، ويستثنى من ذلك الإخفاء عند القاف والكاف لانغلاق مخرجهما ، والله أعلم . بارك الله فيكم ونفع بكم .


الله يجزيك الخير أخي أحمد...
وأشكرك لسماحة أسلوبك...وسعة صدرك...

لكن... دعنا ....نترك الأمور المتفرعة من الفرعية..وندخل إلى الفرعية.الأكثر وضوحاً....
وأنا أحترمها...وأقدرها...ويمكن أن تكون الأصوب فعلياً.-أنا أقول عن المتفرعة من الفرعية-.. وأرجع فأقول هذا ما تلقيته عن شيخي...عن أن هناك 15 صوتاً لكل حرفٍ من حروف الإخفاء...

الأمر الفرعي الجوهري والأكثر وضوحاً الذي جذبني فعلياً....أكثر..من تحدثنا عن تأثر صوت الغنة... واستعجبه...قولك
ولكن هذا الفرق بين الإخفاء والإدغام الناقص غير ظاهر صوتيا ، والفرق الصوتي الوحيد الظاهر هو امتزاج غنة الإدغام الناقص بالحرف التالي لها ، واستقلال غنة الإخفاء عن الحرف التالي لها .
أخي الفاضل أحمد...
هناك فرق واضح وجلي في الأثر الصوتي عند الإدغام والإخفاء كوضوح الشمس وانجلاء الليل...
بقولك هذا.... وكأنك تثبت صفة التشديد عند الإخفاء,,,وهذا مستحيل....
فإن جئنا وطبقنا ما تقول عند الأحرف التي هي جوهر خلافنا...
مثل القاف :من قبل.....بقولك ...يكون الإنغلاق التام للمخرج وعدم وجود فرق بين الإدغم الناقص والإخفاء... فسيكون اللفظ....مقّــــــــبل...
يعني...لو حاولنا تطبيقه عند إغلاق المخرج تماما والتشديد...لما خرجت الغنة طبعاً ولخرج حرف قاف مشدد...وهذا ليس إخفاءً...
هذا عند القاف والكاف....فكيف عند حروف الإخفاء البينية...الجيم أو الشين أو.....

بوركت أخي أحمد...

جزاك الله خيرا أخي محمد ، وبارك فيك .
يا سيدي أنا لم انكر التشديد في الإدغام الناقص ، وكذلك لم أذكر أن الإخفاء فيه تشديد ، انظر إلى قولي :
كلامكم عن وجود التشديد صحيح قولي أيها الكريم عن الفارق الصوتي ، أقصد به المسموع ، ولا بد أن نضع في الاعتبار أن التشديد يسير ، كما ذكر المرعشي ، فليس التشديد في ( من يومهم ) حال الإدغام بغنة مثله حال الإدغام الكامل بغير غنة ، أقصد من ذلك أن قدر التشديد اليسير غير ظاهر في القراءة .
وانغلاق المخرج كما أسلفت لك أيها الكريم لن يحول الغنة عن الخروج ، لأن الغنة صوتها مستقل ، بمعنى أن نطق ( من قبل ) سيكون عبارة عن قاف ممزوجة بغنة ، وهذا الصوت هوالموجود في (( من يومهم ) ياء ممزوجة بغنة ، وهذا الأمر في غاية الوضوح .
بارك الله فيك ونفع بك
رد: هل لمراتب الإخفاء أثر صوتي عند القراءة
بارك الله فيكم جميعا حوار طيب ورائع وأنا رأيي أن كلام الأقدمين صحيح
فمن -الناحية الصوتية- تجد أن القاف والكاف أقرب للإظهار فلو وضع شخص طرف لسانه على مخرج النون وهو يأتي بالإخفاء عند الكاف خاصة ستجد أنك لاتميز الصوت إلا بالتدقيق فالصوت أقرب لصوت الإظهار
أما عند الطاء والدال والتاء فتجد طرف اللسان يحاول الإنجذاب للمخرج وخاصة عند المبتدئين لأن المخرجين متقاربين فهو إلى الإدغام أسهل من الإظهار فينصحون بإبعاد طرف اللسان قليلا وكلما كان الحرف إلى الحلق أقرب كان للإظهار أقرب وكلما كان أقرب لمخرج النون كان للإدغام أقرب
تقبلوا مروري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق